هو احد امراء لبنان من اَل معن الدروز , الذين حكموا امارة الشوف , ولد في الشوف واصله من بعقلين .
يعتبر الامير فخر الدين الثاني اعظم واشهر امراء الشام عموماً ولبنان خصوصاً .
يُعتبر الامير فخر الدين الامير الفعلي الاول في لبنان , اذ انه سيطر على جميع الاراضي التي تضم مناطق لبنان المعاصر بحدوده الحاليه , وبهذا فانه يعتبر مؤسس لبنان الحديث .
كان فخر الدين سياسياً داهية، فقد استطاع أن يمد إمارته لتشمل معظم سوريا الكبرى، ويحصل على اعتراف الدولة العثمانية بسيادته على كل هذه الأراضي، على الرغم من أن الدولة في ذلك الوقت كانت لا تزال في ذروة مجدها وقوتها ولم تكن لترضى بأي وال أو أمير ليُظهر أي محاولة توسع أو استقلال أو ما يُشابه ذلك. تحالف فخر الدين خلال عهده مع دوقية توسكانا ومع اسبانيا، وازدهرت البلاد طيلة أيامه وكثرت فيها أعمال التجارة مع اوروبا والدول المجاورة، وعاش الناس في رخاء وراحة، إلى أن عاد السلطان العثماني مراد الرابع ليرى بأن فخر الدين يُشكل خطرا على السلطنة بعد أن ازدادت سلطته وذاع صيته في أرجاء الدولة وتحالف مع أوروبا، فأرسل حملة عسكرية تمكنت من القبض على الأمير وإرساله إلى اسطنبول حيث أعدم.
لم يكن الامير كباقي الامراء الدروز , فلم يكن رجل دين ولم تكن تصرفاته توحي بانه متدين , لكن سلوكه يشهد , بأن للدين كثيرا من الاثر في نفسه .
تسامحه الديني :
عُرف الامير فخر الدين بتسامحه الديني فقد ساوى بين الطوائف في الحقوق , فقد بنى الجوامع للإسلام , واحسن مثوى المسيحيين المظلومين , وسمح لهم باقامة شعائرهم الدينيه جهاراً (علنا) ، وقرع النواقيس (الاجراس) بعد ان كان كل ذلك محرماً عليهم , كما سمح لليهود بممارسة شعائرهم وطقوسهم الدينيه , ولتجارهم ان يعملوا في الاراضي والمناطق الواقعه في امارته.
حزمه في الامور :
اشتهر الامير فخر الدين بالحزم والاهتمام شخصيا بكل كبيره وصغيره , فبالرغم من تسامحه الديني وعدله كان قاسيا في سبيل احقاق الحق وفرض النظام (قصته مع الحاج كيوان ص 50 ) كما حرص على جمع الضرائب في مواعيدها من جميع المناطق (قصته مع اهالي المغار ص 50 ) .
ان اول ما قام به الامير فخر الدين بعد عودته من المنفى في اوروبا , كان الانتقام من اعدائه , الامراء السيفيين في منطقة طرابلس لانهم اعتدوا على بلاده وشمتوا به لهزيمته , فهاجمهم واحتل قصورهم ودمرها .
اثره الحضاري :
منذ سنة 1606 بدا الامير فخر الدين يهتم بالحضارة الاوروبيه ويسعى الى التحالف مع الاوروبيين للاستفاده من تجارتهم والاخذ من حضارتهم.
في سنة 1613 ترك بلاده بعد هجوم العثمانيين عليه , فلجا الى حلفاءه امراء تسكانيا وبقيت البلاد تحت ادارة اخيه يونس وابنه علي وارشاد والدته الست نسب .
في سنة 1618 وبعد عودته من المنفى في اوروبا وكان قد تعرف على التقدم الاوروبي والحضاره الاوروبيه , عمل على نقل هذا التقدم الى بلاده, فبنى الجسور والخانات ووسع الطرق ومد القنوات ورمم القلاع والابراج والقصور , كما حث على فتح المدارس لنشر العلم وازدهرت الزراعه والصناعات الخفيفه وعم الامن في كل مكان فسادَ الرخاء.
من موقع التراث الدرزي/العمامة