بقلم رئيسة جمعية المرأة الدرزية
الأديبة الأستاذة
ابتسام أسعد عبدالخالق
زيارة… وعبرة…
هكذا انهى كلامه ..
اعذروني فأنا لبنانية الهوية… عالمية الهوى… لكنني جردية الطبع… عرفانية المعتقد… يحتويني الفخر بانتمائي لمجموعة الموحدين الدروز… فخر نابع من مزايا إنسانية حضارية علمتني صدق اللسان… وحفظ الإخوان… والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر… مزايا قد تجدها لدى كثر… لكنها لدينا من صلب عقيدتنا…
ويزداد فخري واعتزازي أكثر فأكثر حين يمنّ الله عليّ بلقاء أخوة اعزاء يعمّدون الأسس بالممارسة… ويصونون البنيان بالعطاء والتفاني….
فقد منحتني اللحظات فرصة التحاور مع *الأخ الشيخ زياد بو غنام* وكان عائدا من زيارة مركز حزبي عريق في قرية متنية راقية… وفي لحظة انخطاف حضارية شرع الشيخ زياد يرسم بالكلمات لوحة إنسانية أشبعت بصره وبصيرته… فاصغيت إليه كي احفظ تفاصيل المشهد…
والشيخ زياد يسرد التفاصيل قائلا:
.. وصلت فإذا بالمركز مثل جميع المراكز الخدماتية الأخرى… حشد من الناس، ورجال أمن، وسيارات، وفي الداخل، عدد آخر من الاشخاص وملفات ومكاتب مكتظة، وهموم وحاجات…
ولكن لهذا المكان سمات مختلفة…
فرجل الأمن يستقبلك بحرارة الصديق المضياف… ويفسح لك المجال للدخول… دخلت ورأيت عددا من الأهالي يلتفون حول رجل *وعلمت بعدها هو من جئت لمقابلته…*
يلتفون حوله ويخاطبونه جملة… وهو يولي لكلّ فرد منهم اهتمامه فردا فردا…
أخذت طريقي إلى قاعة انتظار صغيرة وجلست أنتظر فرصتي…
ويكمل ابو غنام قائلا : ..ّسمعت أحدهم يقول:”صرلنا ربع ساعة ناطرينو وهو واقف مع العالم برا”… فيجيبه آخر:” طول بالك يا أخي هلق وصلنا، لو ما بحبّ الناس ما ظهر لبرا”… ثم يصل ثالث ويجلس مخاطبا نفسه ومن قربه :” الحمدالله صار عنا مسؤول بكل ما للكلمة من معنى ، احترام، أخلاق، صدق، تواضع، سبحان العاطي”…
ويتابع الشيخ زياد: فزاد شوقي للقاء هذا الإنسان، على الرغم من معرفتي السابقة له، لكننا نحن اللبنانيين اعتدنا تكرار مقولة أن *”ما قبل الإنتخابات غير ما بعدها”…*
فجأة دخل مبتسا وصافح الجميع، وتوقف قربي هامسا:” هل تريد لقاء خاصّا”… وكأنه قرأ أفكاري، فقلت له:” نعم”…
فالتفت إلى من حضر معتذرا طالبا منهم الإذن ليلتقيني ثم يعود إليهم…
توقف الشيخ زياد قليلا هنا عن سرد وقائع هذا اللقاء ليبدي إعجابه كيف تجسدت الأخلاقيات والمناقبية العالية في هذا الرجل الذي يجسد مدرسة تتلقى فيها المعنى الحقيقي للحياة الاجتماعية…
وفي تلك اللحظة هناك قاطعه أحد الحاضرين قائلا:” الشيخ بيمون بس الشباب برا زادوها”… فرد سريعا قائلا:” لا يا صديقي، الله يساعد الناس، شو ما قدمنالن منضل مقصرين بحق الشعب”…
ثم التفت لي مبتسما وطلب مني الدخول إلى مكتبه فاسحا لي مجال المبادرة… فأخجلني تواضعه ودخلت”…
وانتهى لقاءهم .. وهو يقول:” *محبة الناس ما بتنقاس”…*
وأنا صاغية بصمت تابع الشيخ زياد قائلا:” نعم أنه مؤتمن على الأمانة، إنه حقا من مدرسة المعلم الشهيد كمال جنبلاط، إنه المتني، التقدمي، العرفاني، المعروفي، الأخلاقي، النبيل المتواضع، هو سعادة النائب هادي أبو الحسن” … ويتابع الشيخ زياد… ” كل ما في المكان يشعرك بالفرح والفخر والامتنان، حضور سعادة النائب، رجال أمنه، زواره، رفاقه، يلتقون في مركز مليء بالنضالات، وشهداء أحياء تزين صورهم جدران الكرامة، وتضفي على المكان رهبة العنفوان، وسعادته، رفيق المعلم والوليد، يجلس جنبا إلى جنب مع زواره، يدير ظهره لمكتب ومقعد، مستمعا، صاغيا، متفهما”…
..
أنهى الشيخ زياد سرد وقائع تفاصيل زيارته، لكنه لم يدرك أن هذه التفاصيل الصغيرة تعبّد لنا طرقات الإيمان… ومناسك التقوى… شكرا شيخ زياد فقد تفضلت عليّ بنقل مشهدية هذا اللقاء… واعتز بنشرها على صفحتي وصفحات كل الاحرار .
…..
المكان :
وكالة داخلية المتن
مكتب النائب هادي أبو الحسن
……