اعداد ايمان جابر
آلينا على أنفسنا من بداية الطريق، نحن كموقع “جبل برس” الاعلامي، تبنّي القضايا الانسانية والاجتماعية المحقّة ورفع رايتها والدفاع عنها اينما وُجدت. فالانسانية هي هدفنا الاسمى، الذي نطمح دائما للوصول إليه. ومن أولى أولوياتنا، نحن كصحفيين، الاضاءة على كل أعمال الخير التطوعية التي تصبّ في خدمة المجتمع و”الانسان”. وإنه لمن حسن حظنا ودواعي سرورنا ان يكون لقاؤنا الاول مع أحد أبرز الوجوه الخيّرة المعطاءة والمعروفة في مجتمعنا، فضيلة الشيخ هلال ابو زكي المحترم. لنتعرف من خلاله على جمعية “الصندوق الخيري للرعاية والاستشفاء” والتي يرأسها للدورة الثانية. وهي بالمناسبة من أهم وابرز الجمعيات الخيرية في منطقة الجبل. فطلبنا منه لقاء في الذكرى الرابعة عشر على تأسيسها وكان لنا ما أردنا.
.
خلال حديثنا معه وجدنا أنفسنا في حضرة رجل ودود متواضع إلى أقصى الحدود. لا يحب الحديث عن نفسه ولا يبغى الشهرة ولا يعنيه أبدا حب الظهور. فهو رجل مؤمن ديان صادق القلب واللسان. تحدثنا عن كل ما أردنا معرفته عن هذه الجمعية بكل شفافية ووضوح. فتشعر وانت تستمع اليه بانك أمام “انسان” حقيقي، اجتعمت في شخصه كل السمات والقيم الانسانية. انه محب للخير، يشعر مع الناس، يتألم لآلامهم، يحزن لحزنهم ويفرح لفرحهم. فهو قريب جدا من المحتاجين ويهتم شخصياً بملفاتهم وقضاياهم دون ملل او تذمّر. يعتبر الشيخ هلال ان الشعور مع الآخرين ليس بالامر السهل ولكنه فضلٌ انعم الله به عليه لإتمام مسيرة الخير التي تطوّع ونذر نفسه لأجلها دون مقابل. فهو بالمناسبة لا يتقاضى راتبا ماليا. واتضح لنا من خلال فضولنا الصحفي انه وفي كثير من الأحيان يدفع من ماله الخاص لتلبية الحاجيات اليومية لبعض الفقراء ممن أثقلت ظهورهم الحاجة. فاصرينا نحن على الإشارة إلى هذا التفاني في عمل الخير ( لأن نشر الفضيلة واجب).
يعتبر فضيلة الشيخ هلال ابو زكي “ان الجمعيات هي للخدمات وللتقديمات وليست للتشريفات. فالهدف منها ليست الشهرة وحب الظهور بل لفعل الخير والإحسان. وحسب ما جاء على لسانه “ان على المؤمن العاقل أن يدرك أن هذه الدنيا فانية وعليه أن يترك بصمة خير مضيئة واثر طيّب في النفوس والّأ يكون الإنسان أنانياً ومجرداً من إنسانيته، فالعطاء سمة الخيّربن” وهو يعتبر أيضا ان “للعطاء لذة تترك أثرها في النفس ولا يمكن ان يضاهيها اي شعور آخر.
أشاد الرئيس بدور المرأة في المجتمع واعتبرها “المرشدة الاساسية والشمعة المقدسة التي تضيء حياة اسرتها والمجتمع ومن الواجب تكريمها وتقديرها”. منوّهاً بدور زوجته الفاضلة ووقوفها الى جانبه معتبرا انها الداعم الاول له في مسيرته الخيرة والمشاركة له في فعل الخير.
تأسست هذه الجمعية على يد فضيلة الشيخ المقدام بعطائه والسبّاق الى فعل الخير المستور ، المهندس بسام ابو شقرا ونخبة من رجالات الخير والمشايخ الافاضل. نذكر منهم فضيلة الشيخ سامر ابو خزام والمرحوم الشيخ حكمت مكارم في السابع والعشرين من ايلول عام ٢٠٠٤ في مدينة عاليه. وذلك بمباركة المرجعيّات الروحيّة العليا لطائفة الموحدين الدروز ( المرحوم الشيخ الجليل ابو حسن عارف حلاوي والمرحوم الشيخ ابو محمد جواد وليّ الدين) وبرعاية الزعيم الوطني الكبير وليد بيك جنبلاط ودعمه.
حيث انطلقت هذه الجمعيّة، في حينه، بمساعدة ١٦٥ مريض من منطقة الجبل من دون اعلان اوضجيج. وهذه بالمناسبة ميزة لدى هذه الجمعيّة، مازالت تحافظ عليها حتى الآن، اذ لا تُعلن عن أسماء المستفيدين من خدماتها حفاظاً على مشاعرهم وخصوصياتهم. وهذا ما اكسبها ثقة الناس المطلقة. فالثقة هنا عنوان.
.
وخلال لقائنا مع فضيلة الشيخ هلال في مركز الجمعية في عاليه شرح لنا بالتفصيل ماهية هذه الجمعية وطبيعة عملها. حيث قال لنا ان “الصندوق الخيري للرعاية والاستشفاء” هو جمعية خيرية صرفة. الغاية منها مساعدة المحتاجين من أبناء الجبل واغاثتهم. وتحديدا أبناء الطائفة المعروفية الكريمة، من خلال تأمين الدواء والعلاج وتقديم كافة الخدمات الصحية لهم. وكذلك من خلال دفع فروقات الجهات الضامنة في حال دخولهم الى المستشفيات واجراء الفحوصات الطبية والمخبرية والصور الشعاعية. وتابع قائلا إن شعارنا المحبب في هذه الجمعية هو: “اعلم ان حاجتك إلى أجر الصدقة أشدّ من حاجة من تتصدق عليه إلى تلك الصدقة”.
..
وبسؤالنا له عن الهيكلية التنظيمية لهذه الجمعية افادنا بإيجاز أنها مؤلفة من هيئة عامة من المنتسبين، محبي الخير وفعله، وهيئة ادارية ناشطة تقسم المهام فيما بينهم كلّ حسب موقعه وخبرته وجميعهم مسجلين لدى وزارة الداخلية. وهو شخصيا حريص جدا على انجاح هذه الجمعية ولا يبخل عليها بجهده ولا بوقته.
اما بالنسبة للمستفيدين من تقديمات الجمعية فقد أشار الرئيس إلى انهم من المحتاجين من أبناء الطائفة الدرزية الكريمة اينما وجدوا في كافة المناطق اللبنانية للتخفيف عنهم اعباء الطبابة والاستشفاء وتكلفتها العالية. وحتى الدواء فهو يوزع على المرضى والمتابعين من قبل الجمعية دون مقابل ومجاني ١٠٠%. وتقوم المؤسسة من خلال مندوبيها المتطوعين بتوزيع هذه الادوية والمعونات العينية الى المرضى والمحتاجين في بيوتهم. وحاليا يوجد لدى المؤسسة ١٥٠٠ حالة متابعة ومسجلة لديها موزعة عل مختلف المناطق اللبنانية. واخبرنا الرئيس عن عدد من هذه الحالات المستحقة فعلا دون ذكر اسماء.
وتابعنا الحديث مع الرئيس الشيخ هلال حيث اخبرنا عن النشاطات الكثيرة (الفعلية) لهذه الجمعية ونذكر واحدة منها على سبيل المثال وهي الحملة الطبية المجانية في بلدة كفرقوق قضاء راشيا بالتعاون مع جمعية “حبة دوا” والتي حملت عنوان “معا في خدمة الانسان”، والتي استفاد منها طبيا وعلاجيا العديد من ابناء المنطقة.
واثنى رئيس الجمعية على جهود بعض المؤسسات التربوية في المنطقة لتبنيها عمل الخير، وحثّ طلابها وتلامذتها على الاحساس بالآخرين والترفع عن الانانية ودعوتهم الى فعل الخير. وذلك من خلال المشاركة في جمع التبرعات والادوية للمحتاجين. وتجدر الاشارة هنا الى ان الشيخ هلال ابو زكي هو ايضا امين سر في لجنة احدى المؤسسات الرائدة والعريقة في الجبل وله باع طويل في العمل التربوي. لذلك فهو حريص على تعميم فكرة المشاركة بالاعمال الخيرية في المؤسسات التربوية وبين الطلاب وزرع بذرة الاحسان والاحساس بالآخرين في نفوسهم.
وتطرقنا في حديثنا الشيّق مع الشيخ هلال الى الصعوبات التي تواجهها الجمعية في ظل الاوضاع الاقتصادية المتدهورة والتي يرزح تحتها الوطن والمواطن اللبناني وكيفية مواجهة هذه التحديات. فاشار الى وجود خطط لمشاريع استثمارية منتجة على جدول الاعمال يعود ريعها الى صندوق الجمعية للاستمرار في مسيرة الخير والعطاء.
وفي الختام توجه رئيس جمعية الصندوق الخيري للرعاية والاستشفاء الشيخ هلال ابو زكي بالشكر الى وزارة الصحة اللبنانية. والى عطوفة الامير مجيد ارسلان والمشايخ الاجلاء، والى اصحاب الايادي البيضاء التي تعوّدت على العطاء دون مقابل وكذلك الى وجميع المساهمين والداعمين والمشاركين في انجاح هذه المؤسسة. والشكر الكبير الى الزعيم الوطني الكبير وليد بيك جنبلاط والى رئيس اللقاء الديمقراطي سعادة النائب تيمور بيك جنبلاط على دعمهما المستمر .وليس غريبا على آل جنبلاط من الجدّ “المعلم”، “ابا المساكين” كمال جنبلاط الذي نذر نفسه في خدمة الانسانية، ووزّع املاكه على الفقراء الى حفيده النائب تيمور بيك الذي يدافع عنهم اليوم في الندوة البرلمانية، مرورا بالزعيم الوطني الكبير وليد بيك الذي لم يترك مناسبة لعمل الخير الا وساهم فيها وكان السند والمعين.
ولحسن الختام، ليس افضل من تغريدة للنائب تيمور جنبلاط، تزامنت مع اعدادنا لهذا الحوار حيث قال فيها: “ماذا لو كان المريض من عائلتنا كنواب؟ هل كنا سنتصرف بنفس الطريقة؟ واجبنا كنوّاب تأمين تمويل الادوية فمعاناة المرضى اولويّة انسانية تحتّم سحب هذا الملف فوراً من دائرة التجاذب…