عيد البشارة .. عيد السيدة مريم العذراء ، عيد لبناني رسمي جامع فاق كل انواع الرسائل و اللقاءات بين المسلمين والمسيحيين ليتجسد باحتفال سنوي وطني جامع ..
منبر اللقاء المعروفي كان حاضرا ومشاركا ومدعوا عبر رئيس لجنة الثقافة في المجلس المذهبي لطائفة الموحدين المسلمين الدكتور الشيخ سامي ابي المنى ، عبر مؤسس اللقاء المهندس الشيخ زياد بوغنام.
….
وطنية – استضاف السراي الحكومي في بيروت، مساء اليوم، اللقاء الاحتفالي ال13، بمناسبة عيد بشارة السيدة العذراء مريم وإعلانه عيدا وطنيا جامعا، الذي حمل هذه السنة عنوان: “معا حول سيدتنا مريم”، والذي دعا إليه رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري.
حضر الاحتفال، ممثلة الرئيس الحريري النائبة بهية الحريري، إضافة إلى رجال دين من مختلف الطوائف والمذاهب في لبنان.
الخوري
استهل اللقاء بالنشيد الوطني، تلاه قرع الأجراس ورفع الأذان بصوت الشيخ خالد يموت، ثم ألقى الأمين العام ل”القاء المسيحي – الإسلامي حول سيدتنا مريم” ناجي الخوري كلمة، فقال: “في عالمنا المضطرب هذا، يجب على لبنان أن يؤدي دوره الحقيقي كوطن للرسالة، يربط بين الشرق والغرب، وبين الديانات السماوية كلها. على ألا يقتصر هذا النشاط على يوم وحيد، بل أن يصبح سلوكا ونمط عيش، يمتد إلى أيام السنة كلها، ذلك أن العيش المشترك ليس مساكنة ظرفية، ولا مصافحة عابرة، إنه نهج وطريق ممتد طويل”.
أضاف: “فلنحول الاشتباك إلى تشابك، والاقتتال إلى قبول، والحرب إلى حب. لقد دأبنا منذ سنوات على البحث عما يجمع، ونبذ ما يفرق، وقد وجدنا قواسم مشتركة كثيرة، تظللها “مريمنا” خير نساء العالمين. وها هي بقعة الضوء تتسع، عاما بعد عام، وها هي الأيدي تمتد فتكسر الأسوار وتذيب جبال الجليد، التي تراكمت وتشكلت، فخلفت موتا ودموعا، ولم يخرج منها أحد سليما، ولكن، الطريق ما زال طويلا، وأصوات النشاز ما زالت ترتفع من هنا ومن هناك. لذا عينا أن نرفع مشاعلناعاليا، وأن نحارب الظلام بالنور، ونغلب الشر بالخير، على ما يقول القديس بولس، وأن نهزم الجهل بالمعرفة. لا حل آخر لدينا. أما أن نواجه التعصب بالنار، والعنصرية بالمسدس، والإرهاب بالقتل، فهذا يعيدنا إلى عصور بدائية، ومنها إلى فناء. فلا نحفرن نهايتنا بأيدينا”.
وتابع: “لبنان مركز الإشعاع، ونموذج للشرق والعرب، وقبلة أنظار العالم. فمن هنا، ومن وطن الرسالة، إلى الأرض كلها، نصدر الأخوة، ومن ترابنا العابق بدماء، الذين ضحوا في سبيل الوحدة، نزرع بذور التسامح. فكما كنا بالأمس معلمي معلمي العالم، في الفكر والنهضة والعلم والأدب، سنكون دائما معلمي معلمي الدنيا في إرساء ثقافة السلام والمحبة”.
وختم موجها كلامه للرئيس الحريري: “ألف شكر لدولة الرئيس الذي وقع على أول مرسوم في التاريخ، يكرس عيدا مشتركا بين المسيحيين والمسلمين، ألا هو عيد بشارة مريم”، كذلك شكر “فخامة رئيس الجمهورية، الذي ومنذ أن تبوأ كرسي الرئاسة، أولى هذا الأمر عنايته واهتمامه، وقد أسند إلينا مهمات كثيرة في هذا المضمار، نشكره لثقته بنا، ونعده وإياكم بأن نكون أمناء على القليل والكثير، لكي ينتصر الحق على الباطل”.
بعد ذلك، أدى فادي جانبرت أفيه ماريا وإيزابيل إساحاكيان على البيانو.
الصايغ
ثم، ألقى مستشار الرئيس الحريري، الدكتور داوود الصايغ كلمة، فقال: “على أرض الصحراء العربية المعطاء، امتدت الأيدي بالتلاقي، لتخط رسما في الزمان، البابا فرنسيس والإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، يتصافحان، ويتعانقان ويوقعان معا “وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام والعيش المشترك”.
واعتبر أن “ذلك كان تكريسا لمسيرة تندرج بصورة طبيعية في حتمية التلاقي، لأن مجتمعات الشرق العربي، كانت سجلت صفحات مشرقة في حياة أبنائها مجتمعين، من دون تفرقة أو تمييز. فأسهموا في بناء الحضارةة الإنسانية، وفي عطاءات الفكر والعلم والإبداع”.
وأشار إلى أن “ذلك حصل منذ أجيال، قبل أن تهب عواصف السنوات الأخيرة، وتكفهر تلك السماء بالجهل والإرهاب والموت والدمار. وعلى أن العقود الأخيرة أسهمت في وصل ما انقطع، وحفلت بمحطات مهدت لفتح الأبواب والقلوب، فإذا بالمجمع الفاتيكاني الثاني عام 1965، يقول إن الديانات تحمل قبسا من شعاع الحقيقة، التي تنير كل الناس. وإلى المبادرات العديدة، التي منها لقاء البابا بنديكتوس مع المغفور له جلالة الملك عبدالله في الفاتيكان عام 2007. ولا بد من الإشارة إلى الفكر المستنير، الذي قاده ويقوده شيخ الأزهر، والذي أصدر عام 2012 وثائق تاريخية حول الحكم المدني والدولة التعددية الديموقراطية ومشروعية حركات التغيير”.
النقري
بدوره، قال الأمين العام “للقاء الإسلامي المسيحي حول مريم” الشيخ محمد النقري: “كنا وما زلنا وسنبقى، نؤمن بالحوار والعيش المشترك الواحد، طريقا لوحدتنا الداخلية، ورسالة لدول العالم، بأن لبنان بسواعد أبنائه، وبتنوع طوائفه وبتضامن مواطنيه وبتناغم أفكاره، هو جسر للعبور بين الشرق والغرب، أعمدته وأركان بنائه، شيدها عيش مشترك منذ مئات السنين، لو أطليت من وديانه وفي سهوله وجباله، لوجدت كهانه ورهبانه المسيحيين وزهاده المسلمين، يتزاورون ويتناصحون ويتواعظون، فيطل عليك سيد أسياد الصوفيه ابراهيم بن أدهم، ويسأل راهبا في دير من أديرة لبنان، يسمى سمعان، ويطلب أن يعظه، فيتعلم منه الحكمة ومحبة الله، ويطل عليك إمام العيش المشترك في لبنان الإمام الأوزاعي، فتجده ملجئا للمسيحيين يزورونه ويقفون على آرائه ونصائحه، إلى يوم وفاته، الذي يعلن يوم حزن جامع للمسلمين والمسيحيين، فيسير ثلاثون ألفا من مسيحيي لبنان في جنازته، وينثرون الرماد حزنا على رؤسهم”.
وختم “أمانة أضعها في عهدة فخامة رئيس الجمهورية، وفي عهدة دولة رئيس مجلس الوزراء، أن يحافظ لبنان على تصدر موقعه الريادي الأول، في الحوار الإسلامي المسيحي، وفي العيش المشترك الواحد”.
تلاه، إنشاد “الله جل جلاله” لفرقة الشيخ مصطفى الجعفري للانشاد.
بزيع
ثم ألقى الشاعر شوقي بزيع قصيدة “مريم”.
عبود
وألقت الدكتورة حسن عبود، كلمة بعنوان “مريم الجامعة”، شكرت فيها الرئيس سعد الحريري على “إقرار هذا الاحتفال رسميا، وإقامته هذا المساء، في السراي الحكومي وسط بيروت، في عيد البشارة. فالسيدة مريم هي الأم، التي تجمع دائما ولا تفرق، وهي القاسم المشترك بين المسيحية والإسلام”.
ثم تلا أطفال من “المنتدى العالمي للاديان والإنسانية” كلمات ودعوات بالمناسبة. تلاها إنشاد ديني للمنشد الصوفي أحمد حويلي، يرافقه على العود الفنان زياد سحاب.
فضل الله
وألقى الشيخ فؤاد خريس، كلمة العلامة السيد علي فضل الله، فقال: “أيها الأحبة: لا نريد لهذا اللقاء الذي يتكرر في الزمن وفي المواقع، أن يكون مجرد لقاء مجاملة، أو أن نستعيد التاريخ لنتجمد أمامه، أو لنفرح من خلاله، فرحا سطحيا هامشيا، يموت بمجرد الانتهاء من شكليات الاحتفال، هنا وهناك، ولكننا نريد للقائنا هذا، أن يتحول إلى مسيرة فرح حقيقية في وطننا، وأن نعمق من خلاله وحد الرسالات السماوية في منطلقاتها وأهدافها، وأن نقدم هذا الأنموذج الراقي من هنا، من لبنان إلى المشرق، هذا المشرق الذي تمزقه الحروب وتتقاذفه الفتن ويتشرد أبناؤه من جهات الأرض الأربع، تحت عناوين الصراعات السياسية، التي غالبا ما تلبس اللبوس الطائفي والمذهبي، لتزيد نيران التقاتل اشتعالا”.
أضاف: “إننا هنا لنقول لهذا العالم، الذي يتعامل معنا كقبائل وعشائر متفاخرة، بأننا الأقدر على صنع وحدتنا، وعلى تلمس مواقع اللقاء بين المسيحية والإسلام، من خلال عناصر القوة في التاريخ ورموز المحبة في الرسالتين، ومن خلال عناوين الطهر التي تجمعنا، وتحتضن قيم الخير فينا، من خلال مريم الطاهرة النقية وابنها المبارك “وجعلني مباركا” أي نفاعا للناس في كل مواقع الطهارة والجود والمحبة والبذل والتضحية والسمو الخلقي والروحي والإنساني، الذي اتصفت به هذه الشخصية السامية الكبرى”.
وختم “أيها الأحبة: أجدد التهنئة لنا جميعا مسليمن ومسيحيين، على أمل ألا يكون هذا اللقاء وغيره من اللقاءات، عابرا، بل أن نعبر به إلى المستقبل، لتشرق الأديان فينا خيرا، ومحبة وصلاحا للحياة”.
تلاها رسالة من شباب “فرح العطاء”، ركزوا خلالها على أن ” 25 آذار في لبنان، زرع غابة محبة وأخوة والعيش معا”، مؤكدين “نحن سنبقى ملتزمين بريها، لتتوسع نحو العالم، محبة واحتراما وأخوة، ونطلب من السيدة مريم أن توعي السياسيين وكل اللبنانيين، بأنه توجد شجرة حب في قلوبنا، علينا العناية بها وسقايتها بشكل دائم”.
بدر
ثم كانت كلمة مدير المركز الكاثوليكي للاعلام في الأردن الأب رفع بدر، استهلها بالقول: أحمل إليكم حبا كبيرا عابقا برائحة مياه المعمودية في الأردن، أحمل إليكم حب المسيح وأمه العذراء والرسل، الذين تجولوا في ربوع الأردن، أحمل إليكم شهادة البابا فرنسيس، بابا الأخوة الإنسانية، في غير مرة، أن لبنان والأردن قد تآلفا وتعانقا في مودة، وذراعين مفتوحين للمهجرين والمجروحين من الأشقاء ومن الأصدقاء، أحمل إليكم دعوة السنة الثانية لعيد البشارة، الذي انتقلت عدواه من عندكم إلينا، وما أجملها من عدوى، والشكر لمن صنع منها عيدا، ويا ليتها تصبح عندنا مثل عندكم، عيدا وطنيا سنويا، ويا ليت العيد يصبح شرق أوسطيا جامعا، يدل فيه العيد على تآلف الحجر، وتحالف البشر، تآلفهم على حلمهم حول مريم الأم، وتحالفهم على أمانيهم العادلة، برشق جديد ومستقبل سعيد لنا لجميع أبناء إبراهيم”.
تلاه، إنشادية “طلع البدر” علينا لفرقة محمد حموي للفتلة المولوية.
الحريري
ثم كانت كلمة الرئيس الحريري، ألقتهاالنائبة الحريري، فقالت مستهلة:” لا بد لي في مستهل هذا اللقاء الأخوي الجامع، من أن أدعوكم للتوقف معا أمام ذلك المشهد المأسوي، الذي انطبع في مشاهدات وضمائر العالم كله، مع تلك الجريمة الإرهابية المروعة في نيوزيلندا، حيث قضى عشرات الشهداء المصلين في المسجدين. لقد سبق و شهدنا عندنا، وفي مدينة طرابلس بالذات، إرهابا مماثلا، في جامعي التقوى والسلام، ودماء مشابهة بريئة نزفت من أجساد المصلين، وهم في أقرب اللحظات إلى الله”، معتبرة أن “هذا الإرهاب المتنقل، والمعتقدات الدينية منه براء، هو الآفة الكبرى التي يواجهها الشرق والغرب معا، في عالم اليوم، عالم الانفتاح والتواصل”.
أضافت: “ما أود التأمل فيه، في هذا اليوم بالذات، هو أن هؤلاء المصلين الشهداء، أكانوا في نيوزيلندا، أم في لبنان، أم في كنائس الأقباط في مصر، لعلهم كانوا يرددون مع الإمام، الذي يؤم الصلاة آيات من سورة مريم، أو مع الأسقف، الذي يتلو الصلاة المريمية: “السلام عليك يا مريم” التي نحتفل اليوم معا، بعيد بشارتها. سيدتنا مريم التي تجمع و تجمعنا”.
وتابعت: “أيها الأخوة، في ذلك اليوم، عندما أقر مجلس الوزراء قبل 9 سنوات، يوم بشارة العذراء سيدتنا مريم عيدا وطنيا، أصارحكم القول إني شعرت بسعادة غامرة. فلقد تجاوب معي يومذاك مجلس الوزراء تجاوبا كاملا. ورأيت ذلك برهانا أكيدا على أن هذا اليوم الجديد، في الخامس والعشرين من كل شهر آذار، هو نقطة إلتقاء إضافية في مسيرة وحدتنا الوطنية، تعززها هذه المرة سيدتنا مريم، التي يجمع اللبنانيون على تكريمها. وكان ذلك بالنسبة إلي، وإلى جميع المخلصين، برهانا بأن القدر لا يبخل علينا بالإشارات المضيئة، التي نسترشدها دائما، لمسيرة واثقة، تطل على مئويتها الأولى في السنة القادمة يوم إعلان لبنان الكبير. فمنذ اللحظة الأولى، التي قادتني فيها الأقدار إلى هذا الموقع، جعلت قضيتي الأولى وحدة اللبنانيين. وأدركت أن لبنان، هذا الكيان المميز في الشرق العربي، الذي أحبه الأشقاء العرب وعاملوه بالأخوة والتفهم و التضامن، وقدر أهميته أصدقاؤنا في العالم، لن يستطيع تأدية دوره في منطقته العربية وفي العالم، إذا لم يكن موحدا، وإذا لم تكن مكوناته ملتقية على الأهداف الواحدة والمصلحة الواحدة”.
وأردفت: “ففيما يتجاوز مسألة الإيمان، والنصوص المشتركة في الكتب المقدسة، إسلاميا ومسيحيا، التي تكرم سيدتنا مريم، فإن لبنان كان البلد السباق في الشرق كله إلى إدراج حرية الاعتقاد المطلقة في دستوره، وجاء في متن مادته التاسعة: الدولة بتأديتها فروض الإجلال لله تعالى، تحترم جميع الأديان والمذاهب وتكفل حرية إقامة الشعائر الدينية تحت حمايتها …”. فلا بد لنا من الملاحظة، أن البعد الروحي في اجتماعنا يفترض أن يشكل حافزا في وحدتنا. إذ بالرغم من التنوع الفريد في تكويننا البشري، منذ بداية قيام المجتمع اللبناني، وحتى نشوء الكيان ثم الاستقلال، فإن التطورات كلها تدل، على أن الوفاق مفروض علينا، وأن لا سبيل لنا بدونه. يدل على ذلك تلك المناطق والمدن والقرى وحتى الأحياء في أنحاء لبنان كله، التي عاشت بالتنوع والرضى والقبول واحترام الآخر واحترام معتقده وخصوصيته. فالتاريخ لا يرسم إلا ما هو قابل للحياة والديمومة، وإلا كيف استمرت هذه الصيغة الفريدة، وتحولت إلى مثال يحتذى به؟”.
وقالت متوجهة إلى الحضور: “أيها الأخوة، رب من يسأل اليوم: ماذا فعلنا بهذه النعمة، بهذا النموذج، بهذه الرسالة؟ هل إنها حادت عن مسارها الأصلي، بسبب السياسة ومصالحها الضيقة. بسبب تراكم الأنانيات وتضاربها، فتعثرت مسيرتنا، وامتدت إلى وحدتنا أيدي التدخلات الخارجية لتعمل على التفريق وتشتيت القوى، التي يفترض أن تبقة متضامنة؟ أقول ذلك دون أن أغفل مسؤوليتنا نحن، في عدم تمتين ذلك الحصن الكفيل برد أيدي التدخل من جهة، وبإحياء الثقة، ثقة الشباب والأجيال الطالعة، بمستقبل هذا البلد وديمومته من جهة ثانية. لأن الأوطان الصلبة، لا تقوم على الشعارات. فالوحدة لها ترجمات، والشعور الوطني له ترجمات، وتنقية الممارسة لها أصول، وتحقيق الإصلاحات لها قواعد. فليس باسم الحرية تتشوه الممارسة وتتعدد التوجهات. فإذا كانت الكتب السماوية تجمع فيما بيننا، فذلك يفترض أن يحثنا جميعا على بناء الإطار الجامع لوحدتنا وهو الدولة. الدولة وحدها الجامعة، دون أي انتقاص من سلطتها، أو من سيادتها داخليا وخارجيا”.
وأضافت: “هنا أود أن أتوجه بصورة خاصة إلى شابات وشباب هذا البلد، في هذه المناسبة، لأقول إني عقدت العزم الأكيد لمواجهة التحديات. وهي عديدة. وإنكم توافقونني على أني لم أبخل بأي جهد، أو تضحية في هذا السبيل. وما زلت واثقا بأن الانطلاقة التي حققناها مع تأليف هذه الحكومة هي الانطلاقة الواعدة. وقد رجعنا منذ أيام، من مؤتمر دولي لمساعدة لبنان. ويتردد على بلدنا باستمرار، وكل أسبوع تقريبا، مسؤولون دوليون كبار، ليؤكدوا لنا دعمهم وصداقتهم. ولا حاجة للقول إن الأخوة العرب هم دائما إلى جانبنا. وقد تشرفت منذ أيام بلقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والمسؤولين السعوديين، ونعمل لعقد إتفاقات عدة للتعاون بين البلدين. ولذا أتمنى ألا تنظروا إلى المستقبل بأعين ما ترون وتسمعون من خلافات وتباينات. هذا يحصل في أعرق الديمقراطيات، حيث الخلافات عميقة في العديد من المواضيع الأساسية. ولكن مؤسساتهم تستمر في العمل، ولا تتأثر بالخلافات والانقسامات السياسية”.
وختمت “لبنان قوي، قوي بكم. ونحن مدركون تماما لطرق مواجهة ما يعترضنا من صعاب، ووجوب تمتين الثقة بالمستقبل. وإن لنا في هذا الجمع، في هذه المناسبة الكريمة، ما يدفعنا إلى المزيد من الأمل. وكل عام وأنتم بخير”.
تلاها “سلام عليك يا مريم” مع جوقة الجامعة الأنطونية بقيادة الأب توفيق معتوق.
وفي الختام، قرأ ممثول الطوائف الدعاء المشترك.