تمنى القائم بأعمال سفارة المملكة العربية السعودية الوزير المفوض وليد البخاري تشكيل الحكومة خلال الأيام القادمة بشكل وازن، معلنا أن المملكة تسعى للبدء بالمشاريع التي من خلالها نستطيع دعم هذا البلد واستقراره وازدهاره، ومشيرا إلى أن كل المؤشرات الإقتصادية تجعل من لبنان بلدا معافى.
زار البخاري وسفير الإمارات العربية المتحدة في لبنان الدكتور حمد بن سعيد الشامسي الجمعة منطقة الشوف ضمن جولة شملت المؤسسة الصحية للطائفة الدرزية في عين وزين (عين وزين ميديكال فيلدج)، ومؤسسة العرفان التوحيدية في السمقانية، ومسجد الأمير شكيب ارسلان في المختارة، واختتمت في منزل رئيس مؤسسة العرفان الشيخ علي زين الدين في بلدة الخريبة بحضور شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، ورئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب تيمور جنبلاط.
واستهل السفير الشامسي والقائم بالأعمال البخاري الجولة في المؤسسة الصحية في عين وزين ومجمعها الطبي والاكاديمي المتكامل في الشوف “عين وزين مديكال فيليدج”.
حيث أقام لهما مجلس أمناء المؤسسة استقبالا، بمشاركة النائب وائل أبو فاعور، وممثل شيخ العقل القاضي غاندي مكارم، ووكيل داخلية الشوف في الحزب التقدمي الإشتراكي عمر غنام، والشيخ وجدي أبو حمزة، ورئيس البلدية شادي الحسنية، إضافة إلى مسؤولي الكادرين الإداري والطبي.
وألقى رئيس مجلس الامناء القاضي عباس الحلبي كلمة مستعرضاً واقع المؤسسة وانطلاقتها منذ 40 عاماً وقدّمت يومها المملكة العربية السعودية مساهمة مادية في المشروع ومن شأن ذلك القاء مسؤولية متجددة لاستكمال مسيرة المؤسسة في ظل معاناة اللبنانيين ومشكلاتهم الاقتصادية والمعيشية، لا سيما وأن الصرح يغطي قرابة 350 الف نسمة في الجبل والمحيط”.
من جهته، تولى المدير العام للمؤسسة الدكتور زهير العماد شرح تطورها بمختلف المجالات الطبية، مركزاً على “الحاجة إلى مركز طبي للأمراض السرطانية ضمنه وحدة الطب النووي والعلاج بالاشعة والعلاج الكيميائي والعناية الملطّفة ضمن مشروع متكامل سينطلق في الأشهر القليلة المقبلة، إلى جانب المركز الطبي والمسنين والعناية المنزلية ومعهد التمريض”.
بعدها انتقل الوفد إلى مؤسسة العرفان التوحيدية حيث استقبله رئيس المؤسسة الشيخ علي زين الدين ومديرها العام الشيخ نزيه رافع والإدارة التربوية، وألقى أمين عام المؤسسة الشيخ سامي أبي المنى كلمة ترحيب وتأكيد على “العلاقة مع السعودية والامارات، اللتان لا ينكر فضلهما على لبنان الا جاحد للنعمة” لافتا إلى “مضمون رسالة العرفان وتلازمها في العلم والدين، وامتدادها الروحي والوطني”.
ثم قدم عدد من التلامذة آيات قرآنية وادعية واناشيد مدرسية تلاها تقديم دروعا للضيفين.
بعد ذلك، قصد الوفد مسجد الأمير شكيب ارسلان في المختارة لتأدية صلاة الجمعة بمشاركة الوزير مروان حمادة، والنائب أبو فاعور.
وألقى الإمام الشيخ حسن مرعي خطبة اعتبر فيها، أنه “يوم للتاريخ أن نجتمع في جبل الموّحدين الدروز الاشم لنقيم صلاة الجمعة بقرب زعيمه في المختارة وحضور رعاة السلام والاعتدال والوسطية وحاملي نشر الخير في كل الدول العربية، يجمعنا شعار التوحيد، ومهما اختلفت المشارب وتنوعت المذاهب تبقى كلمة التوحيد الجامعة كلمة سواء في رسالة واحدة وامة وسطية”.
وختاماً، أقام الشيخ علي زين الدين في منزله في الخريبة الشوف مأدبة غداء تكريمية للسفير الاماراتي والقائم بالأعمال السعودي، بمشاركة شيخ العقل نعيم حسن، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، والنائب تيمور جنبلاط، والوزير حمادة، والنائب ابو فاعور، إضافة إلى مفوض الحكومة لدى مجلس الإنماء والإعمار الدكتور وليد صافي، ومفوض الداخلية في الحزب التقدمي الإشتراكي هشام ناصر الدين، ووكيل الداخلية غنّام، والقاضي الحلبي والدكتور العماد، وشخصيات روحية وعسكرية واجتماعية واهلية وحشد من المشايخ.
والقى الشيخ زين الدين كلمة قال فيها أن “الدروز أساس العروبة والإسلام في لبنان، وثمة خلل في الوطن ولولا وجود قامة وطنية عملاقة بحجم وليد جنبلاط لما كان هناك توازن نأمل منكم أخذه بعين الاعتبار. أما العلاقة مع المملكة العربية السعودية فهي متجذرة منذ أيام الملك عبد العزيز والراحل كمال جنبلاط، واليوم الملك بن سلمان قال للزعيم وليد جنبلاط بأن الدروز من عشيرتي، ونحن هنا صمام الأمان ومن حافظ على الجبل قوياً ولن نسمح لأحد مسّه”.
وشدد على “تضامن الدروز بشكل كامل مع ما تتعرّض له المملكة العربية السعودية من ضغوط سياسية”.
وقدم للسفير الشامسي والوزير البخاري هديتين عبارة عن سيفين قديمين.
ثم أدلى الوزير البخاري بتصريح عقب الجولة قال فيه: “أود التأكيد على العلاقة التاريخية التي تربط المملكة العربية السعودية بطائفة الموّحدين الدروز في جبل لبنان، جبل بني معروف التي ارتسمت على قممه رايات الأصالة والعروبة. وانطلاقا من العلاقة القديمة التي كانت تربط جلالة الملك عبد العزيز بالموّحدين وبالامير شكيب ارسلان مرورا بالزعيم كمال جنبلاط وصولا إلى الأستاذ وليد جنبلاط، إنما هي علاقة مميزة تمتد إلى الأصالة والجذور التاريخية والاخوّة. نحن اليوم في هذه الزيارة نعبّر عن محبتنا ووقوف المملكة العربية السعودية مع لبنان بجميع طوائفه واطيافه ومجتمعه وخاصة الطائفة الدرزية الكريمة التي تعتبر ضمانة أساسية لوطنية لبنان وعروبته”.
وأضاف: “إن المملكة تسعى دائماً إلى الحفاظ على أمن واستقرار لبنان، وبلا شك نتمنى تشكيل الحكومة التي يعبّر عنها دولة الرئيس سعد الحريري وبحسب توقعاته خلال الأيام القادمة، نتمنى للبنان الوصول إلى تشكيل الحكومة بشكل وازن كما تسعى المملكة للبدء بالمشاريع التي من خلالها نستطيع دعم هذا البلد، والمملكة دعمته من خلال 3 مؤتمرات روما 2 وبروكسل وسيدر، واعتقد أنه آن الأوان تشكيل الحكومة بشكل وازن كي تبدأ الدول الداعمة والصديقة للبنان البدء بتنفيذ المشاريع التي تكفل الحفاظ على اقتصاد وازدهار البلد”.
وتابع: “ثمة لجنة مشتركة لبنانية سعودية تعنى بالدعم والتعاون المشتركين، وسمعت عن المؤشرات الإقتصادية وقد تحدث عنها حاكم مصرف لبنان، نتمنى بعد التشكيل بدء الدعم للاقتصاد اللبناني، وإن شاء الله هو معافى وسيشهد في الاشهر القادمة دعما من جميع الدول الصديقة التي وعدت بتقديم الدعم للاقتصاد. كل الشكر لكم على حسن الاستقبال وكرم الضيافة لا سيما هنا في منزل الشيخ علي زين الدين وقد زرنا المؤسسات واطلعنا عليها وان شاء الله سيكون هناك زيارات متكررة لهذا الجبل واهلنا واحبائنا في الطائفة الدرزية الكريمة”.
(الأنباء)