.. قاسم قصير .. كتب \ رشيد حسن .. يرد
ألتكفيرية ام الالغائية؟؟
تعليقا على المقال القيم للأستاذ قاسم قصير عن ألتكفيرية:
أصبح يقصد بالتكفيرية فقط الجماعات السنية المتطرفة وهذا تصنيف مناسب لأنه يحصر المشكلة في الوهابية السعودية أو مجموعات هامشية عنيفة غالبا ما تأكد ارتباطها بقوى خارجية تغذيها، فهي ليست بالتالي تعبيرا عن تيار سني شعبي أو رسمي ولا تمثل بالتالي التهديد الحقيقي للمجتمعات الإسلامية أو السلم الاجتماعي، ومعظم دول الإسلام خصوصا الآسيوية (التي تمثل ٧٠% من المسلمين في العالم) تتمتع بأنظمة ديمقراطية ومتسامحة وأحيانا علمانية..
مصيبة ما يسمى بالتكفيرية هي في الحقيقة مصيبة الصراع المذهبي في المنطقة الذي اشتعل حريقه في أيام الخلافة الراشدة وتطور وتفرع ولم ينتهي بعد وقد لا ينتهي حتى يوم القيامة.
لذلك فإن التعبير الأصح لوصف المشكلة الحقيقية ليس “ألتكفيرية” بل “المذهبية الالغائية” أو الحصرية إذ يوجد في كل طائفة إسلامية فريق مؤثر يعتبر جماعته الفرقة الناجية الوحيدة ويرسل جميع من تبقى من المسلمين إلى جهنم زمرا. ومشكلة المجتمع الإسلامي الاولى اليوم ليست “ألتكفيرية” والتي نتفق مع الاستاذ قصير على خطرها (خصوصا على الأقليات المسيحية والشيعية واليهودية والازيدية وغيرها) لكنها اليوم في الصراع العنيف السني الشيعي والايراني-الخليجي وما تفرع عنه من حروب استنزاف طائفية في المنطقة تدمر مواردها وتفتتها وقد تتسبب في وضع اليد الأميركية أو الغربية أو الروسية أو الاسرائيلية، وهذا الوضع الكارثي لا يمكن اختزاله ب “ألتكفيرية”..
مشكلتنا باتت في المزج التام بين الدين والدولة وسيطرة طبقة من المتعيشين على الحقد المذهبي والكراهية والخرافات وهؤلاء هم عامل التفتيت الذي تشجعه الدول الطامعة بالمنطقة وقد افلحت جهود تجار الدين الحماسية في إعادة منطقتنا إلى القرون الوسطى. وإهداء دولة اسرائيل عهدها الذهبي وفرصة إزالة القضية الفلسطينية – وما تبقى من فلسطين- من الوجود.
أنني من على هذا المنبر أدعو الأستاذ قصير إلى إطلاق هيئة للحوار الحقيقي بين المثقفين المتنورين الشيعة والسنة والدروز والذين تساهلوا جميعا مع المد المذهبي وقصروا في مسؤولياتهم و رضخوا غالبا لصياح الغوغاء ولعامل الخوف. ان مثل هذا الحوار هو الرد الحقيقي على ألتكفيرية والمذهبية الحصرية وبقية علل الجهل التي تفتك في مجتمعنا العربي والاسلامي.
……
الصفة :
كاتب سياسي
شغل منصب رئيس تحرير الانباء في الفترة 1976-1977 مرافقا للمعلم كمال جنبلاط.
أعاد تأسيس مجلة الضحى الثقافية وراس تحريرها في الفترة 2010-2017.
….
لقرائة ما كتب الكاتب والصحافي قاسم قصير اضغط هنا
https://druze.news/مواجهة-رياح-التكفير-،-بقلم-قاسم-قصير/#.W_vI6FPRY0M