يوميات انتخابية
الحلقة الأولى: من أين نبدأ
بقلم: رشيد حسن
أول ما أبدأ به هو أنني لا أمارس أي نشاط سياسي أو تجاري أو حزبي وليست لي أي مصلحة قد تؤثر على آرائي السياسية فأنا مواطن مستقل وواحد من الذين أصابهم انهيار البلد بأشد الأضرار، لكنني مع ذلك أرى غير الانهيار كما أنني أرى أبعد من فساد السياسيين (الذي أصبح موضوعا مناسبا لدخول السياسة من هواة كثر ووصوليين) و أرى بصورة خاصّة ما قد يكون ينسج ضد الجبل والموحدين الدروز من مكائد تستهدف كسر شوكتهم وإضعاف دورهم الوطني، وأشد ما يقلقني ليس ما بات مَعلنا من نوايا الشر والعدوان بل تقلقني سكرة الغافلين وانشغالهم عن ما يحاك بأنواع النقاش البيزنطي وقشور الأمور أو الأهواء أو الغرضيات الضيقة…
ونحن نتفق جميعا على موقفنا من الفساد السياسي ومن تجار السياسة الذين دمروا البلد، لكننا نختلف (كما هو واضح) في تعيين أولويات النضال السياسي في الظرف الذي نعيشه وفي تحديد الخطر الذي يجب أن نعطيه الأولوية ونتوحد في مواجهته، فالقضايا تكاد لا تحصى والبلد بات حطاما، لكن يجب في نهاية الأمر الاتفاق على الأهم قبل المهم فلا نضيع في التفاصيل.. وهذ النوع من التوافق ضروري خصوصا وأن الانتخابات على الأبواب.. لذلك ساسعى عبر هذه اليوميات إلى حوار أتمنى أن يساعد في تجاوز فوضى الأفكار ومواقف “فشة الخلق” والغضب إلى إعادة ترتيب أهم الحقائق المتعلقة بالانتخابات المقبلة والتى يجب أن لا تضيع في كرنفالات المرشحين وصياح الحانقين وحماس المتحمسبن.. كما أتمنى إن تسهم هذه المساهمات في توجيه الحوار إلى صلب الموضوع بغض النظر عن درجة الاتفاق أو الافتراق في الرأي فلكل منا حريته وكل منا مسؤول ومطالب في هذا الظرف.
.. وإلى حلقة تالية غدا بإذن الله
٢٧ نيسان ٢٠٢٢ .. منبر اللقاء_المعروفي