فليحكم حزب الله ؟؟؟
يوم قيل فليحكم الاخوان …
لم يكن ذلك من باب الاتفاق معهم او الموافقة ايديولوجيتهم ، فبين من قالوا وبين الاخوان مرعى غزال ، بل قيل للدلالة على رجحان ميزان القوى لمصلحتهم انذاك ، ولأن الوصول الى السلطة شيء والبقاء فيها شئ اخر ، فالمعارضة جنّة الاقوياء ، تزيدهم قوة حتى ولو كانوا في السلطة سابقا ، فكيف اذا كانوا يطمحون اليها منذ عشرات السنين ، وبقاؤهم في المعارضة يزيدهم قوة حتى تصبح السلطة خيارا لا بد منه ، فإذا وصلوا اليها بان الفرق بين الشعار والممارسة ، بالقوة لا بالارادة ، لتصبح السلطة مقتلا لمعارضي الامس ، وخادمة لكل امل معقود عليهم .
حكم الاخوان في مصر ، وهم في اوج قوتهم الشعبية ، وعلى قمة التأييد الاميركي الغربي ، فما دامت لهم سنة حتى تمنوا لو انهم لم يدخلوا قصر الرئاسة ولا الوزارة ولا البرلمان ، بل وايقنوا انهم لن يروا السلطة ثانية ، واستنفدوا كل ما خزّنوه من لبن وعسل انهار جنة المعارضة التاريخية ، ولو قبلوا ان يشاركوا غيرهم في السلطة ، لكانوا اليوم يأملون في تداولها مع من شاركهم من اطياف الثورة .
المشهد نفسه تكرر في تونس مع فارق جوهري هو ان السقوط في تونس كان بالعصا الشعبية الديمقراطية ، دون تدخل الجيش كما حصل في مصر .
في لبنان ، يلعب حزب الله لعبة السلطة من خارجها ، فيقدم نفسه معارضا للطبقة السياسية ، ومجبرا على التعايش معها رغم موبقاتها كرمى لعين شعار مقاومة العدو الصهيوني ، ويوحي دائما انه صمّام الامان لعدم الوقوع في افخاخ الحرب الاهلية المرسومة له وللوطن ، وكفّته في ميزان القوى راجحة بما لا يقاس مع اي معارضة في العالم السياسي قديمه وحديثة ، حتى لقد اصبحت السلطة ومؤسساتها العوبة في يديه يحركها كيفما شاء ، وما السياديون الذين يشيطنونه الا ديكورات لازمة لبقاء نأي حزب الله بالنفس عن استلام السلطة كما يقول .
لقد ثقلت موازين حزب الله ، حتى ضاع وزن من عداه ومن عاداه ، ولم يعد يحسب له اي حساب ، الا عند الحاجة لان يظهر الضد حسن ضده .
Www.druze.news
اما ان الاوان لتمزيق الستارة وكشف الحقائق ، وتسليم السلطة جهارا نهارا لحزب الله ، اعترافا بميزان القوى الراجح لمصلحته ولانعدام اوزان معارضيه ، علّه يخرج من جنّة المعارضة مع انه الحاكم ولكن دون تحمّل مسؤولية اخفاقات السلطة ، الى واقع ادارة البلاد بمردوده الحقيقي ايجابا اذا استطاع ، وسلبا ان لم يستطع ، لانه حكما سيدمج الجيش بالمقاومة وليس العكس ، وسيتجه شرقا دون شك ، وسيحصد ما تعب في زرعه لاربعين سنة خلت ، وفي نفس الوقت لن يرغب ولن يستطيع ، ان يقضي على اي مكوّن من مكونات لبنان ، فإما ان يصدق في تطبيق الشعار ، بحيث لا تكون المعارضة جنّة لمن يكون فيها ، وإما ان يخلق للوطن معارضة جديدة غير الطاقم الحاكم الذي لم يعد يصلح لا للمعارضة ولا للموالاة ، فلربما توحد المعارضة الجديدة اللبنانيين وهو ما عجزت عنه مقولة قوم تا اقعد مكانك.
فليحكم حزب الله مباشرة وليكن ما يكون ، بدل ان يحكم من خلف الستار فكان ما كان .
Www.druze.news
هي سنوات عجاف من تاريخ الوطن ، عسى ان يبقى فيها موحدا ايا كان من يحكم ، بدل ان يصبح اوطانا لا تجد بين اهلها من يحكمها .
منبر اللقاء المعروفي. الاستاذ وهيب فياض
لبنان . بيروت ٤-١١-٢٠٢١
….
مقارنة بين حالة مصر وحالة لبنان .. ماذا تقولون ؟؟