دروس من عين الرمّانة
بقلم الأستاذ والمحلل السياسي رشيد حسن عبر منبر اللقاء_المعروفي
ارتكب الثنائي الشيعي خطأ فادحا بمحاولة استفزاز جمهور القوات في بدارو وعين الرمانة.
Www.druze.news
نتيجة لذلك الخطأ فإن أصحاب فكرة الهجوم (الذين توقعوا أن يكون بمثابة ٧ أيار جديد) يجدون أنفسهم الآن في مأزق كبير لأن المسيحيين (كما تبيّن مجددا) لا يزالون قوة معترضة ومقاتلة يحسب حسابها، وقد أعطى الهجوم القوات اللبنانية، وهي القوة المسيحية الرئيسية المناهضة لسياسات حزب الله خصوصا، دفعة كبيرة ستستخدمها لتعبئة المئات وربما الألوف من الشباب المسيحي، خصوصا وأن لعين الرمانة رمزيتها والهجوم عليها يوقظ شبح الخطر على الوجود المسيحي الذي مثلته المنظمات الفلسطينية خلال الحرب الأهلية..
تناول الهجوم (غير المبرر) منطقة أهلية آمنة ذات لون طائفي لكن ليس لها أي علاقة بالخلاف السياسي، أو بالتحقيق الجاري في ملف انفجار المرفأ؟ أو بشخص المحقق بيطار أو بأي خصم حقيقي إو وهمي للمهاجمين؟
Www.druze.news
ولهذا السبب فإن الاجتياح المرتجل قدّم هدية لا تقدر بثمن للقائد المسيحي سمير جعجع الذي سيسارع لاستثماره في تأكيد زعامته المسيحية وتصفية ما بقى من نفوذ متهالك للتيار العوني (المتحالف سياسيا مع المهاجمين لعين الرمانة وجمهورها المسيحي) .
وبالمعنى نفسه فإن الهجوم دق أيضا مسمارا جديدا في نعش التيار العوني الذي سيدفع كثيرا ثمن ما ارتكبت أيدي حلفائه خصوصا وأن الانتخابات على الأبواب..
يبقى السؤال: كيف انزلق الثنائي الشيعي إلى هذه المغامرة التي استعادت لغة وتاكتيكات مواجهة أهلية عف عليها الزمن ولم يعد لدى اللبنانيين أي مزاج لتقبلها خصوصا في ظل الأزمات المعيشية الخانقة التي يعانون منها؟
Www.druze.news
نعتقد أن العامل الأول هو الأزمة الاجتماعية والمعيشية الخطيرة التي تسحق المجتمع الشيعي الذي سقطت أكثريته تحت خط الفقر بل بات نسبة كبيرة منه عند خط العوز والجوع!! وقد باتت هذه الأكثرية المحبطة واليائسة تمثل قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي وقت في وجه السياسيين الذين وبرغم موارد حزب الله….
….، لا يمكنهم احتواء الكارثة المعيشية المتفاقمة وربما كان هذا الشعور المتزايد بمخاطر الانفجار الاجتماعي أحد أهم الأسباب وراء الانزلاق إلى أسلوب التجييش الطائفي وخلق سيناريو معارك طائفية توفر “مخدرا معنويا” لضمان سكوت القاعدة وتمديد ولائها لبعض الوقت، بينما يتم البحث الحائر عن حلول (أو ذرائع) للخراب الشامل الذي نعيشه جميعا كلبنانيين، ولن يمكن في الحقيقة إيجاد أي حلول للأزمة الطاحنة الحالية مع استمرار هيمنة هذه الطبقة الفاسدة التي نكب بها لبنان وشعبه.
وهنا السؤال الأكبر هل سنتعلم من دروس الماضي ؟؟
رشيد حسن
#اللقاء_المعروفي ، #احداث_الطيونة