قرأت ببالغ الاسى والحزن الكثير من النهفات ( النكات ) وشاهدت العديد من مقاطع الفيديو التي انتشرت بمناسبة عيد الاستقلال حيث تتهكم و تسخر من هذا العيد لا بل اصبحت تلك النهفات تتردد على السنة الاطفال الصغار مع التعليقات الساخرة منهم و انا اجزم انهم لا يعلموا ما يقولون بل يكرروا ما سمعوه من ( الراشدين) . وهذا من شأنه ان يعزز في نفوسهم عدم الاهتمام و اللامسؤولية للقضايا الوطنية .
من المؤكد ان جميعنا يحب الفرح و التمويه خاصة في هذه الظروف الصعبة التي نمر بها، ولكن اتمنى ان يكون لنا حدود نقف عندها حيث السخرية من اشرف المقدسات الوطنية اعني الاستقلال الذي بذل في سبيله الغالي والنفيس من النضالات و التضحيات والدماء، امر تجاوز الاصول و الخطوط الحمراء .
هناك بعض النهفات تتمنى لو بقي الاستعمار الفرنسي حيث كنا نمتلك جواز سفر الى كل دول العالم او كنا نعتبر مواطنين فرنسيين وبالتالي سيتحسن وضعنا، وظروف حياتنا، ولكن نسينا كيف تعامل الاستعمار الفرنسي في سوريا حيث المعارك و الشهداء و كذلك عندنا في لبنان ولو بوتيرة اخف وكنت اتمنى لو نقرأ عن افعاله في الجزائر حيث المليون و نصف مليون شهيدا .
وعندما نتكلم عن الاستقلال فهذا يعني اننا شعب حر لديه من القدرة والخبرة والكفاءة والشجاعة من ان يحكم نفسه بنفسه بدون اي تدخلات خارجية سواء من دول صديقة او حليفة . وهذا الامر يرجع الينا نحن اللبنانيين اما ان نكون على قدر المسؤولية او لا نكون .
بالله عليكم اذا كنا نحن عاجزين عن تحقيق هذا الوسام الوطني الحقيقي حذاري من ان نورث هذا العجز والضعف الى اولادنا بل يجب ان نزرع فيهم قيمة و شرف وعزة وكرامة الاستقلال لعلهم ينجحوا حيث فشلنا و يؤسسوا بكل معنى الكلمة دولة سيدة حرة و مستقلة و قوية وقادرة و عادلة.
استقلالنا …… كرامتنا
كامل العريضي