وثيقة تاريخية مهمة تكشف اهمية العشيرة المعروفية والطائفة الدرزية في لبنان القديم والحديث..
منبر اللقاء المعروفي ، ينشرها كما وردته.
العنوان
هذا ما قاله شمعون وكرامي عن كمال جنبلاط والدروز
طلب مني الصحافي الاستاذ سمير عطالله خلال حديث هاتفي بيننا نشر محضر اجتماع رئيس الحكومة الاسبق الشهيد رشيد كرامي ووزير المال آنذاك الرئيس الراحل كميل شمعون عام 1985 عن الطائفة الدرزية والشهيد كمال جنبلاط، خلال لقاءاتهم التي كانوا يعقدونها في مكتب رئيس مجلس النواب يومذاك الرئيس الشريف حسين الحسيني في قصر منصور عن ورقة الاصلاح الوطني التي كانا يعدّانها لإنهاء الحرب الاهلية. ومناسبة طلب نشر هذا المحضر جاءت في سياق اشادتي لعطاالله بدعوته الى إبعاد رئاسة الجمهورية عن الطائفة المارونية وفتح رحاب الرئاسات الثلاث: الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة، للمداورة امام كل الطوائف.
على ضوء المستجدات الراهنة بعد حادثة البساتين في الجبل وما اعقبها من تطورات سياسية اعيد نشر محضر لقاء الرئيسين الراحلين كرامي وشمعون حول الدروز وكمال جنبلاط. واذكّر في آن معا بكلام العقيد (الرئيس) ميشال عون امام اركان الجبهة اللبنانية في خلوة سيدة البير عام 1981.
شاركت الرئيس رشيد كرامي بانطلاق حواره الوطني مع الرئيس شمعون في قصر منصور في معظم لقاءاته. توجهت كما كل مرة الى منزله الكائن في منطقة الخندق الغميق قرب جسر سليم سلام لإرافقه الى جلسة اللقاء الثانية، وما هي الا دقائق حتى اطل مدعي عام بيروت يومذاك صديقنا المشترك القاضي منيف عويدات. وعند الساعة العاشرة دخل بهو الصالون الدكتور احمد مجذوب الذي كان من كبار موظفي رئاسة الحكومة، وهو من الاداريين الشرفاء. وخاطب الرئيس كرامي قائلا: “يجب ان تستعد لمغادرة المنزل في العاشرة والربع لان الرئيس شمعون سيصل في العاشرة والنصف الى قصر منصور”. هنا طلب القاضي عويدات من الرئيس كرامي ان يستأذنه بمرافقتنا للسلام على الرئيس شمعون لانه مضى وقت لم يره بسبب الحرب، وهو مشتاق اليه ويريد القاء التحية عليه. فعلا غادرنا المنزل مع الرئيس كرامي، وما هي الا دقائق حتى وصلنا الى قصر منصور وكان الرئيس شمعون يهم بالنزول من سيارته، القينا التحية عليه ثم دخل الرئيسان معا الى مكتب الرئيس الحسيني حيث كانا يلتقيان. خاطب الرئيس شمعون الرئيس كرامي: انطلاقا من نيتنا الصادقة للبحث عن مخارج وطنية لانهاء الحرب الاهلية فكرت باستحداث منصب نائب رئيس جمهورية وضمه الى افكارنا المتبادلة لنضعها لاحقا في “مسودة عمل” نناقشها مع سائر شركاء الوطن للتفاهم من اجل ان تكون مدخلا لانهاء الحرب الاهلية.
قال له الرئيس كرامي لا مانع لدي، اجابه الرئيس شمعون: هذا المنصب اقترح ان يكون للطائفة الدرزية. هنا استغرب الرئيس كرامي اقتراحه هذا، وقال: ان عدد الطائفة الدرزية اقل من عدد اخواننا الارثوذكس. ولا يجوز ان يكون منصب نائب رئيس جمهورية من نصيبهم والارثوذكس يبقون في نيابة رئاسة مجلس النواب ونيابة رئاسة مجلس الوزراء. اجابه الرئيس شمعون: يا دولة الرئيس لا نستطيع ان ننظر الى الدروز كعدد بل كدور. والدروز في لبنان قبلي وقبلك وهم اساسيون فيه ومن دعاماته الاولى. لذلك لا نستطيع ان ننظر الى الطائفة الدرزية بعددها بل بدورها الوطني. قال له الرئيس كرامي: لا تفهم كلامي غلط. فأنا اقدر الموقع والدور الوطني الكبير للطائفة الدرزية الكريمة، ولنا اقارب فيها، وانا ربطتني صداقة وعلاقة سياسية ونضال وطني مع الزعيم كمال جنبلاط. اجابه الرئيس شمعون: طالما انك اتيت على ذكر المرحوم كمال جنبلاط، كان صديقك وحليفك انت بالسياسة وكان خصمي انا بالسياسة، ولكن هل يعقل ان يكون شخص مثله وبأهميته، حدوده حدود وزارة الداخلية فقط، فيما يصلح لان يكون مكاني ومكانك؟ قال له الرئيس كرامي: والله معك حق وانا مثلك اقدر عاليا الدور الوطني والقومي الكبير لاخواننا بني معروف. اجابه الرئيس شمعون: انا لا اقترح استحداث منصب نائب رئيس جمهورية صوري، بل منصب له صلاحيات تحدد بالدستور وبالقانون. كذلك يجب اعطاء صلاحيات لنائب رئيس مجلس النواب وابقاؤه للطائفة الارثوذكسية واعطاء صلاحيات ايضا لنائب رئيس الحكومة واسناده للطائفة الكاثوليكية. وهكذا نكون قد اشركنا الطوائف الثلاث الاخرى في الحكم الى جانب طوائفنا.
وخاطب القاضي عويدات الرئيس شمعون: فخامة الرئيس طالما انكم تتحدثون بهذا الامر امامي وانا اشكركما على ثقتكما، اذكّرك بالمشروع الوطني الذي كنت قدمته لك في منزلك في السعديات عام 1972 والقائم على المداورة في الرئاسات بين الطوائف. اليس من الافضل طرح هذا الاقتراح في ورقة الانقاذ الوطني التي تعدانها؟.
هنا قال له الرئيس شمعون: نعم اذكر مشروعك، ويومها قلت لك اوافق عليه يا منيف بس بدك تشوف جماعتك اذا بيقبلو فيه وانا لا مانع عندي. علّق الرئيس كرامي على كلام شمعون وعويدات قائلا: منيح هل كلام بس لوقتها منشوف.
وانسجاما مع ما سبق ذكره، وعلى ضوء حادثة البساتين وما اعقبها سياسيا، اذكّر اللبنانيين بالكلام الذي كان نقله الصحافي الفرنسي Alain Menargues في كتابه الذي صدر بجزئين وحمل عنوان Les secrets de la guerre du Liban – اسرار الحرب اللبنانية عن العقيد (الرئيس) ميشال عون قوله في خلوة “الجبهة اللبنانية” التي انعقدت في دير سيدة البير عام 1981 وكان يومذاك عائدا من دورة اركان من فرنسا. حيث استدعاه اركان “الجبهة اللبنانية” للوقوف على رأيه من الاحداث الجارية. قال يومها العقيد (الرئيس) عون لاركان “الجبهة اللبنانية” وذلك قبل سنة من الاجتياح الاسرائيلي :
1- هناك قرار عربي – دولي بتصفية المقاومة الفلسطينية في لبنان. حذاري ان تلبسوا هذا الثوب او ان تكونوا مسؤولين عنه.
2- لبنان مرفوض دوليا كـ”دولة مسيحية” وغير معارض عليه ك”دولة اسلامية”، ولكنه يفضل ان يبقى على صيغته الحالية “دولة الشراكة المذهبية والطائفية”. لذلك اياكم ان تطالبوا بالتقسيم او بالدولة المسيحية.
3- الدروز قريبون جدا من المسيحيين من الناحيتين الاجتماعية والديمغرافية، ويتشاركون واياهم نفس العادات والتقاليد في مناطق الجبل والمتن ووادي التيم. وهم في تراجع ديمغرافي مثل المسيحيين ولا يشكلون اي خطر وجودي على بعضهم البعض، لذلك اعطوهم ما يطالبون به واكثر، بمعنى آخر اريحوهم.
وينقل المؤلف عن العقيد (الرئيس) عون في الكتاب المذكور: هذا باختصار ما عرضته امام “الجبهة اللبنانية” ولكن للاسف قيادة “القوات اللبنانية” يومذاك عملت عكس نصائحي:
1- لبست صبرا وشاتيلا.
2- طالبت بالدولة المسيحية.
3- تسببوا بمشاكل مع الدروز وهجروا المسيحيين من الجبل.
من يطّلع على مداخلة العقيد (الرئيس) ميشال عون امام اركان “الجبهة اللبنانية” عام 1981في خلوة ديرسيدة البير، لا يستغرب اقتراح الرئيس شمعون في استحداث منصب ” نائب رئيس جمهورية” واسناده للطائفة الدرزية خلال حواره الوطني مع الرئيس رشيد كرامي. وهذا يعني ان الرئيس شمعون كان متوافقا بالرأي مع ما قاله العقيد (الرئيس) عون لاركان “الجبهة اللبنانية” عام 1981 واراد باقتراحه هذا تصحيح العلاقة التاريخية مع الطائفة الدرزية وطمأنتها داخل تركيبة الحكم.
….
ويبقى الحلم في دولة قوية ديمقراطية تحترم شعبها ومواطنيها وتساويهم بالحقوق والواجبات ونطرد الفساد والطائفية من عقول اللبنانيين ونبقي العقيدة والايمان مسلكا مقدسا للطوائف والانسان…
#اللقاء_المعروفي
#زيادبوغنام
Www.druze.news