قبل انتخابه بسنوات وبعد انتخابه زادته المسؤولية طاقة واندفاع وحب العطاء ..
وفى عضو اللقاء الديمقراطي النائب هادي أبو الحسن بوعدين في اللقاء الحواري الشبابي الثاني الذي دعت إليه منظمة الشباب التقدمي، وعُقِد في خلية الخريبة الاجتماعية في المتن، التي غصت بحضور شبابي كثيف على تنوع انتماءاته السياسية والاجتماعية، وشارك فيه رئيس مجلس الشرف نشأت هلال عضو مجلس قيادة لمى حريز، مفوض الشباب والطلبة محمد منصور، جهاز وكالة داخلية المتن، كوادر حزبية وممثلو المؤسسات الرديفة للحزب، مختار البلدة وفاعاليات اجتماعية، وممثلون عن الحراك المدني.
هذا اللقاء الذي أطلّ فيه أبو الحسن بشفافية لافتة وتحدث فيه بصراحة تحاكي هواجس الناس والشباب بشكل خاص، يأتي تنفيذاً لوعده السابق قُبيل الانتخابات النيابية. علماً أنه جدد فيه التأكيد على استمرار اللقاءات تباعاً للاطلاع بشكلٍ دائم على مشاكل الشباب ومواكبة طموحاتهم.
جمعية B Safe
وفي هذا اللقاء، حقق وعده أيضاً بإطلاق جمعية B Safe الإرشادية والتوعوية حول مجمل المخاطر الآنية والمستقبلية المحدقة بالشباب.
واختصر أبرز أهدافها، بالتوعية حول مخاطر السرعة في القيادة والإدمان على أشكاله المتعددة بين آفات التدخين والكحول والمخدرات وأيضاً الإدمان على مواقع التواصل الإجتماعي، والإرشاد وتوجيه الشباب على التفكير الصحي والإيجابي.
ولقد أعلن انطلاقة الجمعية التي أخذت العلم والخبر المسجّل لدى المديرية الإدارية المشتركة برقم 5236، ووعد بنشاطات هادفة داعياً كل الجمعيات والناشطين لخدمة المجتمع لملاقاة طروحاتها بالعمل الميداني المثمر. كما وُزِّع سواراً يحمل شعارها الهادف:
Be Brave But B Safe
أما في الشق السياسي فركز “أبو الحسن” على أن المعضلة الحقيقية لكل المشاكل في لبنان تكمن في النظام السياسي الطائفي، مذكراً بقول المعلم الشهيد كمال جنبلاط “الطائفية هي علة العلل في لبنان”. وقال: لقد وضع المعلم آلية التغيير السليمة للنظام السياسي اللبناني المريض لتحقيق مجتمع العدالة والكفاءة والتي تتمثل بفصل الدين عن الدولة وتأسيس مجلس الشيوخ ووضع قانون انتخابي عصري غير طائفي ليتحول المواطن من تابع إلى مواطن حقيقي ينتخب المرشح على أساس برنامجه الانتخابي والمصلحة العامة، مؤكداً استمرار النضال لتحقيق حلمه البناء.
وشدد على أن اللقاء الديمقراطي يعمل وفق قول المعلم “على المسؤول السياسي أن تكون له عين على المبدأ وعين على الواقع المحيط بتطبيقه” ليوائم بين الواقع والمرتجى في أدائه. مشيراً إلى أنهم وضعوا العناوين الرئيسية للنضال من أجل تحقيقها والتي لخصها بما يأتي:
1 ـ تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية تمهيداً لإلغائها.
2 ـ تشريع قانون عصري للأحزاب على أساس وطني لاطائفي.
3 ـ إنشاء مجلس الشيوخ.
4 ـ إقرار قانون للانتخابات النيابية على أساس وطني وبمعايير عادلة وعصرية ومتطورة خارج القيد الطائفي.
5 ـ تطبيق اللامركزية الإدارية الموسعة.
6 ـ إقرار قانون مدني اختياري للأحوال الشخصية.
7 ـ التوجه إلى مجتمع زراعي منتج.
8 ـ القانون المدني للأحوال الشخصية.
9 ـ تطبيق اللامركزية الإدارية التي تحقق الإنماء المتوازن.
المراقبون الجويون
وأكد أن الحلول الأسرع والأنجع للخروج من الأزمات اللبنانية المتكررة تكمن بتحقيق هذه العناوين، مشدداً على أن “الرؤية التقدمية لا تتفق مع الواقع الذي نجد أنفسنا في مواجهته على مضض في ظل النظام المقيت بقانون وظيفي عقيم يعطل الوظائف الرسمية لغياب التمثيل الطائفي العددي!”
وسأل: أليس معيباً أن يكون هناك وظائف شاغرة في المراقبين الجويين بمطار بيروت وفِي العديد من مرافق وإدارات الدولة لعدم تحقق شرط التمثيل الطائفي؟!
مسيرة لا تتبدل
ولفت إلى شعار الحزب التقدمي الاشتراكي “الانسان هو الغاية والجوهر في كل قضية”، مؤكداً على أن الفكر التقدمي يضع القيادات والمؤسسات في خدمة الناس وليس العكس، وأنه والرفاق في الحزب لا يغيّرون وجهة النضال مهما تبدلت الظروف منذ زمن المعلم، مروراً في الظروف العجاف وصولاً إلى اليوم. وقال: “قد تتبدل ساحات النضال لكن الهدف واحد وحلم المعلم سيبقى فينا وينتصر مهما طال الزمن”.
دين وبطالة ومحاصصة!
وفيما أسف للواقع المرير الذي يعاني منه لبنان العاجز عن تشكيل حكومة وسط تجاذبات 18 طائفة تتفاعل مع المحيط الإقليمي والمحاور الدولية. أشار إلى أنه في وقتٍ وصل فيه الدين العام إلى مئة مليار وارتفع فيه حد البطالة إلى 38%، وفي ظل معاناة البلد من هجرة خيرة شبابه، نرى بعض الفرقاء السياسيين يتنانتشون المصالح على قاعدة “هذا لك وهذا لي وكأنهم يتقاسمون المغانم في بلد على حافة الإفلاس”. وأضاف: “أمام هذا الواقع نجد أنفسنا أمام استنباط الحلول المحلية ونسعى إلى تحسين الدورة الإنتاجية عبر تحفيز الشباب على المشاريع الجامعية بالتعاون مع المؤسسات الفاعلة والرائدة للتخطيط في هذا المجال بالتعاون مع ممولي للمشاريع الصغيرة التي تنمو تلقائياً لتحريك الدورة الاقنصادية وتحرك الناتج المحلي، وتحقق مع الأيام الاكتفاء الذاتي.
ووعد بأنه سيكون هناك لقاءات توجيهية مخصصة في هذا المجال، خاصة أن بعض المشاريع قد بدأت تجني ثمارها.
وشدد على أهمية ابتعاد الشباب عن الاختصاصات غير المطلوبة في سوق العمل الجديد، داعياً لاختيار اختصاصات مطلوبة ومنها الهندسة الزراعية والتمريض وغيرها من قطاعات العمل المهني الذي يؤمن فرص العمل لجيل الشباب، مشيراً إلى محفزات يقدمها التقدمي في هذا المجال عبر مؤسسة وليد جنبلاط للدراسات الجامعية التي تقدم آلاف المنح والمساعدات للطلاب في كل عام”.
موقف التقدمي
وأوضح لمن يسألون عن حليف “التقدمي” وسط التجاذبات السياسية، أن “التقدمي اختار التحالف الثابت مع مصلحة الوطن والمواطن وليس مع الأحزاب والاشخاص. بحيث يتلاقى في قضية مع فريق ويختلف معه في أخرى، ويتفق مع طروحات حزب في ملف ويختلف معه في آخر، مؤكداً على حسن العلاقة مع جميع الفرقاء السياسيين لما فيه مصلحة لبنان”. وشرح: “نحن نحمل اهدافاً إصلاحية كرأس حربة بمواجهة الفساد من داخل السلطة لا من خارجها. ذلك لأن التجارب في المعارضة الخارجية قد أثبتت فشلها بتهريب الملفات دون حسيب أو رقيب، ولقد أثبتنا عبر وزرائنا مواجهاتنا مع ملفات الفساد على طاولة مجلس الوزراء”.
وفي معرض رده على الأسئلة عن موقف الحزب من السلطة واتهامه بالمشاركة بالمحاصصة، وأيضاً في مسألة التمثيل الوزاري للحزب، أكد أن من يمثلنا كلقاء ديمقراطي وحزب ليس الشخص باسمه، بل بالبرنامج الذي يحمله ويطبقه بحيث نلتقي أو نختلف مع الفرقاء بحسب العنوان السياسي ومضمون الملف المطروح”.
وأردف: نركز على مضمون العمل السياسي والأداء، لا على التسميات والأشخاص، ونفتخر أننا الصوت الهادر بمواجهة الفساد. وتابع: أنا تقدمي اشتراكي أؤمن بالتغيبر والإصلاح الحقيقي، وأفخر بانني أنتمي إلى حزب كمال جنبلاط الإصلاحي التقدمي الذي ناضل من العام 1946 وأنتج الحركات الشبابية وأسس ودعم تأسيس النقابات ووقف مع العمال والفلاحين وانحاز إلى قضايا الناس، ولنا باع طويل في هذا النضال.
وخاطب الشباب: “نحن نطرح معكم الأمور بكل شفافية وصراحة ونحاوركم بآذان صاغية مع حرصنا على عدم جرّ الوطن إلى الويلات”.
وأكمل: هذا الحزب هو نواة الحراك الشبابي والمدني، ولقد كان شبابنا في منظمة الشباب رأس الحربة في ساحة النضال، لكننا رفضنا الشعار المدسوس “كلن يعني كلن” الذي يفتقر لاحترام الشرفاء. وانسحبنا لأننا لا نقبل أن نكون مطية لأحد ولا نقبل التطاول على تاريخنا النضالي. وهذا لا يعني أننا لسنا إلى جانب الناس، بل يؤكد واقعيتنا في ممارسة النضال داخل السلطة، حيث تتم المواجهة الحقيقية منعا لتهريب الصفقات”.
وإذ أكد على أننا “لسنا بموقع الإملاء على أحد بل نؤمن بالحوار البناء والمنتج، ونحاول ايجاد قواسم مشتركة معكم، ونعمل لاستنباط الحلول بكل انفتاح”، شدد على احترام انخراط الشباب في العمل السياسي وسعيه لتحقيق مطالبه المحقة. وقال: نحترم طروحاتكم، ومن حقنا أن نضع خياراتنا ونمارس قناعاتنا لأننا مسؤولون عنها. ومن حقكم أن تسألونا عن أدائنا وعلينا أن نصوب الأخطاء. لكننا نعاني مثلكم من معضلة نظام طائفي يعرقل عجلة الاصلاح الحقيقي. وهنا تكمن المشكلة الحقيقية للاصلاح. وها أنا أقولها لكم بكل صراحة أن هذا القانون الانتخابي الذي أنصفني بالوصول لسدة البرلمان هو كارثي على الوطن ببرمجة عقول الناس على الاصطفافات المذهبية والدينية بعيداً عن الخيارات الصحيحة البناءة”.
التعليم والجنسية
أضاف: لقد تقدمنا خلال هذه الفترة الزمنية القصيرة باقتراحي “إلزامية التعليم المجاني” لحماية التعليم الرسمي وتعزيز دور الجامعة اللبنانية والمهنيات الرسمية، و”مشروع قانون الجنسية اللبنانية” مذكراً أن المعلم الشهيد قد وضع أسس المشروع القانون العصري للجنسية اللبنانية واكتسابها، لكنه بقي مهملاً بسبب عراقيل النظام الطائفي العقيم.
وشدد على حق الأم اللبنانية بإعطاء الجنسية لأبنائها مشيراً للأزمات الإجتماعية التي يعاني منها أبناء السيدات اللبنانيات لعدم استحصالهم على الجنسية اللبنانية بسبب حرمان أمهاتهم من حق تمرير الجنسية إليهم أسوة بالدول المتقدمة والحضارية.
مشاكل وحلول
وأشار في سياق الردود إلى العمل على إيجاد حل جذري لمشكلة الصرف الصحي، والسعي الدؤوب لإيجاد مشكلة التملك والسكن لجيل الشباب بالتعاون مع لجنة الأوقاف في المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز وعبر مناقشة قانون الشراء بالإيجار Lease، لتخفيف الأعباء عن الشباب. مشيراً إلى المشاريع التي تم إنجازها في الشويفات وراشيا وستستكمل في عدة مناطق في المستقبل القريب. كما أكد إصراره على تحقيق المشاريع التي وعد بها ومنها اوتوستراد المتن السريع لتسهيل وصول الشباب من المتن إلى العاصمة في غضون 20 دقيقة.
وختم ابو الحسن بتحية للشباب مثمناً مشاركتهم وطروحاتهم، وحيا أبناء بلدة الخريبة المناضلين وكل الرفاق الأوفياء لدماء الشهداء والذين يكملون بصبر وإصرار مسيرة النضال، مؤكداً على استمرار نهج المعلم مهما اشتدت الظروف والعراقيل، ووعد بتجديد اللقاء.
عثمان
هذا وكان اللقاء قد بدأ بكلمة لأمين سر خلية الخريبة بسام عثمان الذي رحب بالحضور مؤكداً على استمرار مسيرة المعلم الشهيد كمال جنبلاط مع جيل الشباب رغم المواجهات السياسية الحادة والمخاطر المحدقة بأحلامهم ومستقبلهم.
ودعا الرفاق في المنظمة والمشاركين من خارج الإنتظام الحزبي وشباب المجتمع والحراك المدني إلى طرح أفكارهم ونقاشها وخلق حلقة تواصل لتحقيق المنجزات، لافتا إلى أن المنظمة تلعب دور حلقة الوصل بين جيل الشباب وأهل السلطة في اللقاءات المباشرة التي ستكرر لبلورة الطروحات والوصول إلى قواسم مشتركة تتحول إلى منجزات.
كلمة المنظمة
وألقت كلمة منظمة الشباب التقدمي نائب أمين سر مكتب المتن لارا ابو سعيد التي ذكرت بقول المعلم الشهيد كمال جنبلاط “الحياة بأصالتها ثورة.. فكونوا ثائرين على الدوام”. ودعت الشباب إلى ثورة فكرية بناءة تبنى على العمل الخلاق، وقالت: لا يكفي أن نختصر الثورة بمظاهرة أو اعتصام في زمن كساه التزييف ومجتمع غلبه التحريف وسياسة لا تفسح المجال لتحقيق السلم والاستقرار. خاصة في ظل العولمة التي ضعضعت المثل الفضلى وسط التخلف المستمر مع التحرر العشوائي والتقدم الرجعي الذي يجردنا من انسانيتنا ويحولنا إلى آلة.
وإذ ذكرت بدور المنظمة الفاعل بالتوجيه والإرشاد الجامعي داعية لانتقاء اختصاصات لا تضعهم بموقع المزاحمة الجماعية على مقعد شاغر، خاطبت الرفاق “نحن بحاجة إلى التغيير بتفكير منطقي واداء يحاكي الواقع، وان كنا نريد مجتمع الكفاءة فعلينا بالعودة لفكر المعلم الشهيد كمال جنبلاط ولبرنامجه الاصلاحي المرحلي. فتعالوا نوحد الجهود ونبلور الأفكار ولنشبك السواعد مع أهل السلطة الشرفاء، علنا نحلّ أزماتنا بدلاً من إضاعة الوقت بالترهات والمناكفات”.
سري الدين
تميز اللقاء بكثافة وتنوع الحضور من كافة الفئات وشرائح المجتمع، وفاعليات اجتماعية واقتصادية وشبابية.
وكانت إيجابية النقاش لافتة بين عمق الأسئلة والأجوبة التي قاربت الواقع اللبناني بكل جرأة وصراحة.
هذا وتولت إدارة الحوار مسؤولة الإعلام في مكتب المتن لمنظمة الشباب هبة سري الدين التي حيت الشباب شاكرة “الرفيق النائب هادي ابو الحسن” على رحابة صدره في النقاش واهتمامه بقضايا الشباب. وقالت: “ها هو يتفذ وعده باللقاء الشبابي الحواري الثاني بكل انفتاح ليؤكد أن مستقبل الشباب ضمن خطوطه الحمر، ومعهم سيكمل درب النضال”.
(نقلا عن الأنباء)