ماذا بعد … مكتوب علينا الصبر والالم !!
بيروت…
أثناء تحضيري لمادّة تعليميّة جامعيّة عن تاريخ لبنان، وَقَعت على نصّ مؤثّر لشاعر إغريقي من إسبانيا عاصر نكبات بيروت التي أدّت إلى دمارها نتيجة الزلزال والتسونامي والحريق الذين لحقوا بها في منتصف القرن السادس.
أتشاركه معكم لِما فيه من وصف للحظة الحاضرة بلسان شاعر كتب قبل ألفيّة ونصف: “هانذا، المدينة التاعسة، كومة من خرائب، أبنائي أموات. يا للحظ العاثر المشؤوم. إلاهة النار أحرقتني بعد أن هزّت إلاهة الزلزال أركاني. يا لتعاستي، بعد أن كنت مجسم الجمال أصبحت رمادًا. هل تبكون عليّ أيّها العابرون الماشون فوق أطلالي، هل تسكبون عليّ دمعة حزن، هل تأسون لمجد بيروت، بيروت التي لا وجود لها، أيها الملاح لا تمِل بشراعك نحو شاطئي، لا تُنزل شراع مركبك، فإنّ المرفأ الأمين أصبح أرضًا يابسة قفراء. أصبحت لحدًا موحشًا. مِل عنّي، سِر إلى المواني الفرحة التي لا تعرف البكاء، إلى موانيها سر على قرع المجذاف، هكذا شاء الإله بوسيدون، إله البحر والزلزال، وهكذا شاءت الآلهة السمحاء. وداعًا يا ملّاحي البحّار. وداعًا أيتها القوافل الآتية من وراء الجبال”.
لهذا الشاعر الإغريقي كلّ التحايا، إلّا أنّ دروس التاريخ قد علّمتنا أنّ بيروت ستقوم من تحت الركام، كما قامت في الماضي.
كيف لا وهي وريثة الفينيق شاء من شاء وأبى من أبى.
بقلم الاب الكاتب الخوري مخائيل قنبر ، عبر منبر اللقاء المعروفي.
18/8/2020 ، بيروت ، منبر اللقاء المعروفي