نسنة الكلاب ….
قال مخائيل نعيمة
عندما تصبح المكتبة ضرورية في البيت كالكرسي والطاولة والمطبخ….. نكون متحضرين..و حضاريين..
وأنا أقول:
عندما تصبح المكتبة أهم من اقتناء كلب في البيت…. نكون متحضرين و حضاريين……..
فعلا ..اقتناء الكلاب في المنازل… ينيمونها في اسرّة أطفالهم بحجة انها (خلقة الله) بات مخيفاً…
وأحيانا كثيرة يتمشون معها في شوارع بيروت وغيرها من شوارع البشر في المدن والقرى المنتشرة هنا وهناك. “تشبُّ أو تنشبُ” على الناس وكأن لها عليهم حقاً بات مثيرا للإشمئزاز……
أو يُقلّونها معهم في سيّاراتهم يجلسونها على المقاعد الأمامية المفروشة بالمخمل… تطل برؤوسها من الشبابيك ….وكأنهم زعماء زمانهم……مزعج جدا…..
فأنى درت وجهك ثمّة كلبٌ ينتظرك…….
تسير سيدة في الشارع تجر بيدها كلبا متباهية متفاخرة… وكأنها تقول: انظروا اليّ يا سادة.. أنا من طبقة الأغنياء … (ويمكن ما معها تاكل) ناسية أن الغنى هو غنى النفس والأخلاق والعقل والعِلم…. وليس غيرها على الإطلاق ولا السير مع الكلاب…..
Www.banimaarouf.news
بالأمس رأيت بأم العين رجلا كبيرا في السن يجر كلبا كبيرا وراءه…يربطه بجنزير حديدي غليظ بطول أمتار….نشب أو قفز على سيدة كانت تمر صدفة في الشارع … أخافها جدا أو كما نقول بالدارجة اللبنانية (نقّزها)، فصرخت صرخة قوية… وراحت تشتم الختيار صاحب الكلب بأعلى صوتها بالكلام الطالع والنازل…. والختيار بدوره ردَّ عليها بكلام من الوزن الثقيل…. الكلمة الواحدة وزنها لا يقل عن كيلو بعين الميزان… متبجحا بشخصيته المحترمة (وهو يقول لها : أنت ما بتعرفي مع مين عم تحكي) مدافعا كذلك عن كلبه الكبير…. صاحب المقام الرفيع، ….أين منه مقام هذه السيدة الوقور المحترمة،…..أم الشباب الذين ركضوا على صوت والدتهم في الشارع، قرب منزلهم ..وكادوا يضربون الختيار وكلبه معه…..لو لم يتدخل الناس……
صاحب الكلب برّر أن كلبه مربوط بالجنزير ولن يؤذيها أو يفعل لها شيئا…….. – – طيب يا ختيارنا المحترم كي لا أقول يا ختيار النحس: لوقلنا أنك منعتَ كلبكَ من أذيتها، فهل استطعتَ أن تمنعه من تخويفها وتنقيزها وصدمتها حتى بات أصحاب المحلات في الشارع يسقونها الماء البارد لتذهب عنها الصدمة، ويمكن اولادها أخذوها في ما بعد إلى الطبيب؟؟؟؟
…
نحن هنا لسنا ضد إقتناء كلب أو كلاب للحراسة…، سواء حراسة البيت أو حراسة المواشي. …أو غيرها…..وهذا أوصت به الأديان السماوية، محذرة ًبشكل كبير من اقتناء غير كلاب الحراسة في البيوت.فهذا محرّم دينيا وغير مقبول……
وأوصىت الأديان السماوية كذلك بتكريم كلاب الحراسة وإطعامها وعدم تجويعها أو تركها تعطش….
**
برأيي….لا تجوز أنسنة الكلاب إلى هذه الدرجة، وأن تمسي الشوارع ملأى بها…وكل ذلك من أجل ماذا إلا من أجل اللهو ؟؟؟ والله تعالى وعباده لا يحبون اللهو ولا اللاهين …..
فبدلا من أن نقتني مكتبة في البيت يقرأها الكبير والصغير…. نقتني كلبا ليس منه إلا الضرر والأذى…..حتى صوته ليس جميلا…وهو ينبح بشكلٍ عادي… فكيف إذا كان يجوح….نذير شؤم وشر…؟؟؟؟…..
**
Www.banimaarouf.news
والكلب اليوم في عصر مظاهر الغربنة الفارغة وكل هذا الكذب المفتعل …أغلى سعرا من كل الكتب والمكتبات، خاصة إذا كان هذا الكلب من جنس أميركي أو أوروبي (فرنسي… بريطاني) أو غير ذلك من الجنسيات والماركات الثقيلة، او إذا كان إسمه شارلوت او ماكس أو ما شابه (تعددت الأسماء والكلبُ واحدُ)…….. فهو يصبح أهم من اي شخص… وأهم من ضيف صاحبه ومن أسرته واهله وإخوته واولاده….وقد يبهدل صاحب الكلب ضيفه إن هو نبس ببنت شفة واحدة بوجه الكلب، كأن يقول له رادعاً : إبتعد عني مثلا… فكيف إن نهره أو ضربه؟ فكلبه معه (كارت بلانش) في أن يقفز ويجلس بحضن هذا الضيف أو يعضه عضة صغيرة من باب الدلع تؤلمه جدا…كيف لا و الكلب دائما عضوض بانيابه النافرة ولسانه الأجلق الممدود…فهو كلب ومكثّر……وعند صاحبه الكلب دائما على حق!، فيقول صاحب الكلب لضيفه: اشتمني إلي وما تشتم كلبي….!!!!!
(عن جد كل شي زاد ….. بالمعنى نقص….)
اقتناء الكلاب في البيوت والسير معها في الشوارع والبيوت دليل الضعف والهزال وعدم الثقة بالنفس …….
منبر اللقاء المعروفي
كما وردتنا
وأخيرا…. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…..
بقلم الكاتبة سليمى حمدان