وطنٌ يبحثُ عن حارس
منبر اللقاء المعروفي، بقلم الاستاذ وائل ضو
بدايةً لا بُد من الإعتراف، بأنه لا شأن لي في القانون, ولا أفقه به, ولم أدّعِ يوماً معرفةً بأي جانب من جوانبه, ولا يقعُ أيضاً ضمن اهتماماتي ورغباتي ومُطالعاتي…
الأمر يتعلقُ بكتاب في مكتبة أخي (يرتبطُ بأحد اختصاصاته) أخذني عنوانه, حسن رفاعي “حارس الجمهورية”.
الكتاب يسردُ حياة رجل من رجالات القانون في لبنان, النائب الراحل حسن رفاعي. صاحب شعار “الفكر الحسن والقول الحسن والعمل الحسن”. ليس صاحب الكتاب موضوع هذا الرأي رغم أهمية سيرته, إنما عنوان الكتاب بذاته شكل بالنسبة لي مصدر اهتمام ورغبة “وإثارة”. ووضع الكثير من الأسئلة في مُخيلتي.
من هو “حارس الجمهورية” اليوم؟.
هل في زمن التهاوي والسقوط لا زال لدينا حراساً يُتقنون الأدوار الوطنية ويؤتمنون على فعلِ الأمانة؟. وهل من سبق وشرع الأبواب والنوافذ وجعل للعواصف ممراً ومقراً في مخادعنا, قادر أن يُغلق ويوّصدُ هذه المعابر عن الجديد؟. وهل من حارس موضع ثقة وترحيب وقبول من الجميع؟. وأي الحراس نحتاجه؟. حارس للداخل من الداخل؟. أم للداخل من الخارج؟. أم للخارج القريب الحاضن لنا من بعضِ الداخل المُسيء والمُتكبر, المُستخدم هفوات التاريخ جسر عبور لأهداف تُسيء للبناني قبل غيرهِ؟. أم حارس يعملُ على كبح جموح وترويض “حراس” الوطن الحاليين ويُتقن لغاتهم وانتماءاتهم وارتباطاتهم المُتعددة؟.
#اللقاء_المعروفي
Www.druze.news
أم حارس يعملُ على الفصل بين مكوناته المُتناقضة, المُتباعدة, المُتفاعلة في ما بينها بفعل الكراهية والرفض وليس القبول؟. أي الحراس نريد؟. حارس للشعب, للدستور, للهوية, للحدود, للمال العام, للمؤسسات, للأمن, للإقتصاد, للثروة المُنتظرة, للمياه, للتاريخ, للتراث, للثقافة, لحرية الرأي والمُعتقد… حارس منا وعليّنا يفي بحاجة الوطن الذي نأتمِنُ عليه لأولادنا، أم لا زلنا عاجزين أن حراسته؟.
منبر اللقاء المعروفي
بقلم الاستاذ ، وائل ضو