لولا …. فسحة الامل
اخترنا لكم …
#خاطرة_فلسفية / “جدليّة المصلحة”.
بقلم الحان فرحات
(قد يقول البعض مدوناتك طويلة جدًا!!! فتكون اجابتنا أننا نكتب لمَن يعي ويهتم لقيمة القراءة) ?.
يتواتر على مسامع الأنام تعبير #المصلحة، وخاصة في هذا الزمن المادي الذي يتنشق هواء بقائِه من فضاءِ كون المادة الفانية. فنرى أن العادات والتقاليد والقيّم والمبادئ التي تربّى عليها أهلنا وإجتماعنا بين #عرب و #مشرقيين بدأت تضّمحل(وهذا التباين ضروري أن نشير إليه لأنّ شتّان بين العرب والمشرقيين، فكلّ العرب مشرقيين ولكن وللإنصاف ليس كلّ المشرقيين عرب (هذا موضوع يمكن التطرق إليه في جدليات تالية).
وبالعودة إلى فكرة “المصلحة”، والتي وبرأينا المتواضع تشكِّل أساس وجود الإنسان لناحية بناء علاقاته الإجتماعية بدءً من العائلة وصولًا إلى الأقارب والبلدة فالمدرسة والجامعة والعمل فالوطن والعالم… فكل شيء في هذا العالم قائمٌ على مصلحة، ولا حياة لأيّ إنسان بعيدا عن هذا المفهوم لأنه سيكون في عزلةٍ تامة.
أمّا مفهوم “المصلحة” فيقسم إلى قسمين:
– مصلحة إيجابية
– مصلحة سلبية
#المصلحة_الإيجابية تتجسد في العلاقة الصادقة بين البشر… وهي علاقة موشّاة بالأخلاق والإلتزام الإنساني، أيّ بمصلحة مبنية على قيّمٍ وثوابت (بغض النظر عن هيكليتها أو مضمونها نتيجة تعدديّة الإيديولوجيات والعقائد والثقافات).
وعلى سبيل المثال لا الحصر نعطي مثلا صريحا على هذا النوع من المصلحة: “علاقة الإبن بوالدته ” هي علاقة محض “مصلحة إيجابية”!! فإذا صُقِلَ الولد على تربية بيتية خلّاقة، ويحمل من الأفكار الإنسانية الحقيقية الصادقة ما يخوّله أن يعي قيمة #بِرّ_الوالدين، لا بدّ أنه سيقدّم الإحترام والمعاملة الحسنة بهدف نيل رضى الوالدة مقابل مسكله القويم المستقيم… وبالمقابل ستتمثّل مصلحة الوالدة بالتمتّع بنجاح ولدها وحسن سراطه الذي سيعود عليها بالسمعة الحسنة والمباركة من المجتمع نتيجة إتقانها لدور الأمّ المقدّس. فهذه علاقة مصلحة ايجابية؛ والتي تنسحب تماما على كلّ أفراد العائلة من والد وإخوة وحتى أصدقاء لتصل إلى العشّاق والأزواج المحتحابين. لكن يبقى الأهم أنّ هذا النوع من المصلحة يأتي بمكاسب وجودية تقرّب الإنسان من إدارك وفهم الحقيقة المطلقة بشكل نسبيّ يتماهى مع وعيه وعقله الجزئيّ، وليست مصالح زمنيّة فانية مقيتة تبعده عنها.
أمّا #المصلحة_السلبية، (أبعدها الله عنّا وعنكم)، فهي مصلحة رخيصة، يشوبها الدجل والنفاق والرياء (وهذه الأخيرة أخطر الصفات على الإطلاق)… هي علاقةٌ قد تأتي بمكاسب زمنية لأصحابها، إلّا أنها ولا شكّ تؤذيهم لا بل تدمّرهم داخليّا أي على مستوى الأخلاق والوعي والقيّم. وهذه علاقة مهما تمحّصنا في مكنوناتها نبقى عاجزين عن وصف عَلقَمِ حقيقتها وقتامةِ جوهرها. وسنكتفي بهذا الحدّ.
إذًا #الكون_المجتمعي للإنسان مبنيٌّ على منطق المصلحة لا على شيء آخر، ولكن للبشر أن يختاروا أيّ نوع من المصلحة يريدون أن يبنوا وجودهم عليها!! إمّا أن يكون وجودًا فانٍ… وإمّا وجودًا خالدًا خلود الروح في #عالم_المثل. فهنيئًا لكلّ مَن أدرك درب “المصلحة الإيجابية” في حياته، كي يهنأ بأنفاس ضميرٍ مرتاح، يبعث في عقلهِ سلامًا، ينعكس فرحًا وجوديًا لا مثيل له!!
أعيش مبدئي ما بقيت: أن أموتَ واقفًا حرّا مفكّرا، خيرٌ لي من أن أعيش جاثيًا جاهلًا مقموعا.#ألحان_فرحات.
حتى نبقى نستلذ بطعم الكتابة .. والالحان .. ونشعر بغبطة الفرحات .. #اللقاء_المعروفي