#خاطرة_اجتماعية_سياسية / “ماهيّة الإنتداب”
(مدونة مستوحاة من نقاش مع صديق)
فاجأني الصديق العزيز الأستاذ عدنان المر Adnan Adel El Murr بطرحه سؤال مباشر عليّ قائلا: “#شو_رأيك_بالإنتداب؟!” فهذا سؤال رائع؛ لانه قد يبدو سؤال بديهي او عادي… لكنه سؤال عميق يلامس هواجس وشجون كل انسان ويعنى بثوابته وعقيدته وكل شي يكّون وجوده؛ وكأنّي بالصديق عدنان يسألني: هل من الممكن ان يكون الإنتداب حلّ لقيامة لبنان؟! فكانت اجابتي كالتالي:
************************************************
صديقي الوطني؛ ورفيقي #المسيحي_المشرقي؛ وأخي بالإنسانية الأستاذ عدنان المرّ؛ قرأتُ سؤالكم، ورغم أنّ كلماته قليلة إلّا أنّ فحواه يُحاكي مسألة وجود إجتماعية سياسية على مساحة وطن؛ كما وجود إنساني على مستوى هذه البسيطة. عند هذا المنعطف أسجل لكم إجابتي التي تتماهى مع قناعاتي الفكرية المتواضعة، فأقول:
أبدأ بآياتٍ مُستقاةٍ من #الإنجيل_المقدس؛ آياتٍ سأستند عليها تماهيًا مع إيمانك ومعتقداتك التي أقدّر واحترم ولا شكّ أنها تتقاطع مع قناعاتي وثوابتي وعقيدتي الوجودية!!
■ جاء في رسالة “صخرة الكنيسة” القديس #بولوس الى أهل غلاطية (5:1) “فاثبتوا إذًا في الحريّة التي قد حرّرنا المسيحُ بها ولا ترتبكوا أيضًا بنير عبوديّة”.
■ كذلك أتى على لسان الحواريّ المعمدان (لإسمه السلام) يوحنا (8:32) “وتعرفون الحقّ والحقّ يحرركم”… “فإن حرركم الإبن فبالحقيقة تكونون أحرارا”.
وإستنادًا إلى هذه الآيات المقدّسة الثلاث أبدي لكم موقفي من الإنتداب:
● #الإنتداب مفاده وجود قوة خارجية لا تحمل ثوابتنا ولا مبادئنا وربما ليس قيمنا ولا تتقاطع مع توجهاتنا الوجودية (إجتماعية وإنسانية وإيمانية ربما)… هي سلطة لا ننتخبها ولا نختارها بل مفروضة علينا بقوة “الأمر الواقع”.. فبرأيك هل نستطيع إرتشاف “طعم” الحرية التي حدثنا عنها الرسول بولوس في ظلّ الانتداب.. قطعا لا؟!
● الإنتداب ينظر إلينا نظرة دونية؛ على أننا شعب لا نعرف صالحنا؛ معتبرا نفسه (أيّ المنتدب) الأعلم والأدهى والأفهم؛ ويجعلنا نشعر بدونيتنا من خلال إقناعنا وربما إجبارنا على عدمية حكم ذاتنا بذاتنا… اذا أين الإنتداب من مسألة “الحقّ” التي حدّثنا عنها يوحنا المعمدان. وأين “الحقيقة” التي من خلالها يمكننا أن نتحرر وهي محددة لنا ومقيّدة من قبل المنتدب علينا.
وإستنادًا إلى هذه الآيات المسيحية المقدسة من واجبي أن أعلن رفضي ومعارضتي لأي سلطة تأتي تحت عنوان الإنتداب أكان مباشر او غير مباشر. وهذا الموقف من جهة الاعتقاد المسيحي الذي يتمخطر بين ثنايا وعيي الإنساني عن قناعة.
أمّا لجهة اعتقادي #التوحيدي_المعروفي الذي تربيت عليه وفيه ومنه مصدر قوّتي وعزّتي… يكفيني أن أعلن لكم عن أهم مبادئنا التي قد نذود بأرواحنا في سبيلها دون عناء او تكليف: “#يا_فوق_الأرض_بكرامة_يا_تحت_الأرض_بكرامة”. فبرأينا ومعتقدنا أنّه مع الإنتداب كما الاحتلال كما الوصاية لا شكّ ستغيب كرامتنا… وقد أوصانا سلطانا باشا الأطرش يوما قائلا:”#اللقمة_المغمّسة_بالذل_بلاها_وبلا_أكلها”، ومع الانتداب لا شك لقمتنا ستكون مغمسّة بالذل؛ وهذا ما لا ولن نقبله ابدا، فنحن قومٌ ننتقل (نموت حسب المفهوم العام) واقفين؛ ولا نقبل أن نحيا منتَدَبين خانعين ذميين.
أتمنى أن أكون قد اعطيتك إجابة كافية وشافية.. وأشكر لك ثقتك واهتمامك بسماع رأيي المتواضع أخي عدنان. كل الاحترام.
************************************************
أعيش مبدئي ما بقيت: أن أموتَ واقفا حرّا مفكّرا؛ خيرٌ لي من أن أعيش جاثيا جاهلا مقموعا. أؤمن بالحقّ وأعيش لأنطق به.#ألحان_فرحات