اخبار اليوم .. لبنان
ربما هي الحرب ترتسم معالمها منذ مدّة، ولا بدّ من مصارحتنا بكلّ شيء، وعدم التغافُل عن ذلك.
فما قاله أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله أمس، لم يخرج عن المتوقَّع. و”الحزب” لن ينسحب من سوريا كما كان ذلك واضحاً منذ مدّة طويلة، حتى ولو فُرِضَت عقوبات أقسى وأشدّ من تلك الواردة في قانون “قيصر”. وهو ما يعني أن الإصرار على المواجهة، والإنتقال الى المبادرة على المستوى الميداني، لن يُقابَل حتماً بوقوف الأميركيين مكتوفي الأيدي.w
التحليق الجوّي
فمهما كانت الطبيعة والمفاعيل الرسمية أو غير الرسمية، لما كتبه مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان، إلا أنه لا بدّ من التوقُّف أمامه، والتمعُّن به، وذلك في ما يتعلّق بمهام قوات “يونيفيل” في جنوب لبنان، حول أن المقاربة المناسبة للولايات المتحدة الأميركية هي الإستفادة من توصيات أمين عام الأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش، والإصرار على الإسراع في تنفيذها، في إطار الإشارة الى “إمكانية الاستفادة من معدّات تكنولوجية متطوّرة مثل الطائرات المسيّرة “غير المسلّحة”، بهدف مراقبة المناطق التي لا تستطيع دوريات “يونيفيل” الوصول إليها. فضلاً عن استخدام الآليات الخفيفة، والإستعانة بالدوريات الصّغيرة، التي سيصعب على السكان المتحالفين مع “حزب الله” في الجنوب، إعتراض عملها.
Www.druze.news
وإذا أضفنا التهديدات التي أطلقها نصرالله أمس، مع رفض “حزب الله” الإمتثال للعقوبات الأميركية على سوريا، الى النّشاط الكثيف للطيران الحربي الإسرائيلي في الأجواء اللّبنانية منذ مدّة، في شكل زائد، وصولاً الى ما تؤكّده بعض المعطيات حول أن إيران تعمل على “انتفاضة” فلسطينية، إذا ضُمَّت بعض أجزاء من الضفّة الغربية الى السيادة الإسرائيلية، في شكل يُطوِّق إسرائيل من جهة الضفّة (الغربية) وقطاع غزّة معاً، فإنّنا نكون أمام حرب كبيرة تتحضّر في المنطقة، لا بدّ من بدء تلمُّس أشكالها وحدودها منذ الآن، حتى لا نُباغَت بها فجأة، كما حصل في تموز عام 2006.
رهينة
رأى عضو تكتّل “الجمهورية القوية” النائب وهبه قاطيشا أن “لبنان يقع حالياً رهينة لمحور “الممانعة” بواسطة سلاح “حزب الله”، وسط صراع بات مفتوحاً بين هذا المحور من جهة، والولايات المتحدة الأميركية، من جهة أخرى”.
وأوضح في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” أن “الصراع كان يتدرّج في السابق. وأما اليوم، فإنّنا نشهد تقدّماً فيه نحو انفجار كبير. وهذا يظهر من خلال أن كلام السيد نصرالله أمس كان تهديدياً، ولا سيّما في ما يتعلّق بحديثه عن القتل”.
وقال:”الصراع الذي أخذ شكلاً إقتصادياً في وقت سابق، سيطوّره “حزب الله” ليأخذ شكلاً عسكرياً، وذلك تحت ستار الحرب على الجوع، عندما يصل الى حائط مسدود”.
وشدّد على أنه “لا يُمكِن إسقاط عودة الإغتيالات الى الواجهة من جديد، في كلّ الحسابات. وبما أن لبنان رهينة، فهذا يعني أنه سيدفع الثّمن غالياً ضمن هذا الصراع، حتى ولو أن لا دخل مباشراً له به”.
قوات “يونيفيل”
وردّاً على سؤال حول تأثير دخول “حزب الله” على خطّ بعض الحروب العالمية على الدولار الأميركي، بموازاة عدم خروجه من سوريا، وذلك على ضوء الكلام الدولي حول إدخال تعديلات على مهام قوات “يونيفيل”، والإنعكاسات المحتملة لذلك، أجاب قاطيشا:”دخول “حزب الله” مساحات محاربة الدولار، ورفضه الخروج من سوريا، والكلام الذي يطال مهام القوات الدولية جنوباً، كلّها من نقاط التّصعيد، وقد تكون شرارة للتصعيد العسكري”.
وأوضح:”أي تعديل لمهام أي قوات عسكرية في العالم، سواء كانت تابعة للأمم المتحدة أو لا، تشكّل نقطة تصعيد ضمن صراع أكبر، يُمكنه أن يأخذ طابعاً عسكرياً مع الأسف”.
من الجوع الى الحرب
واعتبر قاطيشا أن “الإنتقال من كارثة الجوع الى الحرب، يجعل الحروب تغطي الجوع، ويُلهي الناس بكيفية البحث عن العيش بسلام، خارج إطار الحروب الكبيرة”.
وختم:”نأمل أن لا تندلع الحرب، وأن يعود “حزب الله” الى لبنانيّته، فقط. إذا بلغنا مرحلة الصراع العسكري، فمن المؤكَّد أن هذا الأمر لن يصبّ في مصلحة لبنان، بل سيعقّد الأمور، وسيأخذنا الى أكثر من الجوع، وذلك حتى ولو كانت الحروب تنتهي بإيجاد حلّ معيّن في النهاية. ولكن الشّعب هو الذي سيدفع الثّمن الأكبر”.
“أخبار اليوم” منبر اللقاء المعروفي