محمد تلحوق ، ناشط اجتماعي ومسؤول مصرفي ، وله دور بارز في الانشطة المالية .. ومؤخرا تم انتخابه رئيس ادارة جمعية روتاري عاليه . كل التحية لنشاطه واندفاعه .. ونشره للتوعية والارشاد ، والعديد من المقالات المهمة على صعيد الوطن.
…
منبر اللقاء المعروفي ، ينشر مقالته التي وردتنا بعنوان
ماذا يعني أن تكون مسؤولا في لبنان… انت دمية!
أذا كنت وزيرا، نائبا، مديرا عاما، قاضيا، ضابطا إلى آخره من الألقاب التي لا تنتهي ولا تقاس على طول لبنان وعرضه! فأنت تابع وملحق لزعيم طائفي وبأحسن الاحوال لزعيم حزبي شمولي يقرر مصيرك بمزاجه..
… بمزاجه الذي يرتبط بمدى تحقيقك لأهدافه الشخصية واستمرارية نفوذه وطاعتك لتسلطه عليك وعلى من حولك. فأنت لا رأي لك ولا شخصية ولا وجود خارج عن الإطار الذي رسمه لك حين اختارك. ودورك يقتصر على تلبية ما يطلبه منك وعلى مدى ابداعك في تنفيذ ما يريد، فإذا أراد الهجوم على خصمه السياسي ،الذي هو لديه نفس التركيبة، عليك ان تستميت في المواجهة وأن تبدع في التشويه له ولجماعته! مصيرك مرتبط بالقدرة على تسخير ضميرك وتزوير الحقائق وإظهار أن زعيمك على حق والآخر على خطأ ، على الرغم أن هذا الزعيم نفسه كان في أحدى المراحل حليف لزعيمك وتقاسما المغانم معه على مذبح الوطن.
أن تكون مسؤولا في لبنان يجب أن تصمت حين يراد منك الصمت ويجب أن تتكلم حين يطلب منك الكلام، وفي كثير من الأحيان يجب أن تبقى واقفا إذا لم يطلب منك الجلوس! انت مسؤول ولكن فقط عندما يطلب منك أن تكون، فرأيك ليس مهما وقناعاتك لا يؤخذ بها، تصريحاتك هي ضمن الخطوط المرسومة من الزعيم، فأنت ببغاء تنتظر ماذا سيقول “ولي نعمتك” لتردده عن غيب. انت حر في سجن كبير انت وضعت قضبانه حين وقفت كالمتسول على باب الزعيم لتصبح مسؤولا كبيرا! انت الذي اذليت نفسك حين لجأت إلى الاستزلام لتصبح ديك على مزبلة صغيرة تنهش منها ما سمح لك من بقايا رماها لك القائد المفدى، وفي دورك تستزلم الناس وتنشئ لهم مزابل في كل حي وشارع ليكونوا كما انت ديوكا مخصية ذات صياح مرتفع يرددون ما انت تردد عن زعيمكم ومآثره في الصدق والاخلاص وحب الطائفة او الحزب واستقامته وترفعه عن الفساد وسرقة المال العام غافلين جميعكم كيف تملأ مزابلكم ومن أين؟ وكيف أصبح البلد على حافة الإفلاس والانهيار الإقتصادي والأجتماعي؟
دوركم هو كومبارس في نادي مقامرة مدراءه زعمائكم والمساهمون احزابكم وطوائفكم في لعبة الميسر، والزبائن هم الناس الذين يخسرون دائما من مالهم ومن حياتهم. استمروا في اللهث للوصول إلى مراكز المسؤولية فأنتم اصبحتم رهائن وأسرى حرب سوف تسحقكم المعركة وتكونوا وقودا يستعملها الزعيم للشعور بنشوة الانتصار ودفء المغانم.
منبر اللقاء المعروفي
استشرسوا بالدفاع عن القائد الذي سوف يولي ابنه او قريبه عليكم على الرغم من نعومة اظافره وقلة خبرته بالمقارنة معكم! ولكن هو صاحب النسل الشريف، بينما انتم لقطاء واولاد زنة استولدكم الزعيم من معاشرته للسلطة. لن يقف استعبادكم عند هذا الحد بل سوف يمتد إلى أولادكم لأنهم تربوا على الاستزلام وحب السلطة ،التى لن ينالوها دون سلوك نفس الدرب الذي سلكتموه. انت مسؤول كبير في وطن منهوب ومسروق ومقسم ومن المسؤول طبعا انت! فالزعيم دائما يريد كبش فداء للتغطية على صفقاته وافعاله المشبوهة. لن تستطيع تقرير مصيرك ومصير اولادك إذا لم تتحرر من المنصب الذي منّى عليك الزعيم فيه ،فأنت الذي جعلته يشعر انك من دونه سراب لا تملك الكفاءة ولا الرأي ولا القرار فكما وضعك ” بشخطة قلم” يستطيع أن يزيلك. وانت أيضا مقتنع بذلك لأنك ارتضيت هذا الواقع ومن يبيع نفسه لا يمكن أن يقرر مصيره.
أيها الشباب الصاعد الحر هل تريد أن تكون مسؤولا في لبنان في ظل هذه التركيبة؟
03515462 للمشاركة
ملاحظة: لأن التعميم غير جائز فهناك مسؤولون شرفاء على الرغم أن نسبتهم هي قليلة جدا جدا.
محمد تلحوق . منبر اللقاء المعروفي