…..أما آن الاوان ليقف كل واحد منا وقفة تأمل مع نفسه لإجراء عملية نقد ذاتي وقراءة نتائج ما حدث في المرحلة الأخيرة من فوضى عارمة ، وحفلات جنون وشتائم وغيرها ، وتقييمها على الصعيدين الديني والدنيوي لمعرفة نتائجها الحقيقية وليس الوهمية للتمييز بين المسيء والاكثر إساءة ، والمفيد والاكثر إفادة .
ولنعلم يقينا ما هو الضرر الحقيقي الذي يؤثّر على الفرد وعلى الجماعة في مسيرتهم الحياتية ، ولنا في انجيل مرقس شاهداً على ذلك حيث قال : لَيْسَ شَيْءٌ مِنْ خَارِجِ الإِنْسَانِ إِذَا دَخَلَ فِيهِ يَقْدِرُ أَنْ يُنَجِّسَهُ، لكِنَّ الأَشْيَاءَ الَّتِي تَخْرُجُ مِنْهُ هِيَ الَّتِي تُنَجِّسُ الإِنْسَانَ.
إِنْ كَانَ لأَحَدٍ أُذْنَانِ لِلسَّمْعِ، فَلْيَسْمَعْ».
أيها الإخوة ، ايها الاصدقاء ، ليكون مثلنا مثل النحلة تتنقل بين الازهار ولا تغطّ إلا على رحيق تجني منه عسلاً ، وحذاري من التشبه بالذباب التي تحوم على الروائح النتنة ، تتغذى من اوساخها و تنقل منها الجراثيم المعدية فتنشرها في اغذية البشر عن غير قصد ، لكنها قد تصبح وباءً .
فلنحتكم جميعاً إلى لغة العقل التي هي الأساس في ثقافتنا ،
ونبتعد عن العصبيات العمياء والغرائز التي تثير الفتن وتنشر الفوضى ، ولنتعاون جميعاً على إدراك الحقيقة ، الحقيقة المطلقة ، والتمييز بينها وبين ما هو ملبّس بها ، وليكن تعاوننا عملاً بقوله تعالى : {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}