قوة المصالحة عصية على الفتنة ..
منير بركات
السلم الأهلي لا يتجزأ، والحرص على التنوع واحترام الرأي الآخر إحدى أهم ميزات بقاء لبنان، والحفاظ على التسوية من أجل الأستقرار لا تخدمه الخطابات الموتورة والاستفزازات ونكئ الجراح ، وإذا كانت التعبئة تستوجب الزيارات والجولات وتقديم البرامج وتظهير الأنجازات فهي مرحب بها، و من المعيب ان تواكبها عمليات التحريض والمس بالمسلمات والمقدسات القائمة على المصالحة وتحصين العيش المشترك .
وإذا كان النظام السوري وما تبقى منه يعيش نشوة النصر المنقوصة والغير واقعية ويريد تصفية الحسابات الجديدة والمزمنة وله دائما رجل للفتن ليصول ويجول خاصة في استهداف القيادات الوطنية والجبل على وجه الخصوص، انما يترتب عليها تبعات خطيرة .، سيبقى الجبل فيها متمسكا بقوة المصالحة وهي العصية على الفتنة ،وبالمرصاد لكل محاولة تسيئ للعيش المشترك والتوازن والشراكة الحقيقية .
وإذا كانت عقلية الفئوية والآحادية نهجا وهذا ما تم التعبير عنه تجاه حليفه المباشر القوات اللبنانية بحسابات المقاعد النيابية والوزارية لتصبح الحصص اساسا للتحالف بعيدا عن الاهداف الشاملة ، ام بالتمكن من السلطة والاستئثار بها من خلال الشخص أو التيار ، بذلك يكون قد قام بتصغير الوطن على حجمه، بينما علينا أن نكبر جميعا على حجم لبنان .
لماذا الأصرار على عدم التبادل في الموقف الحريص ، وتمسكه في الخطاب الذي يحمل في طياته الأقصاء والتوتير والأستفزاز .
بعد ان فشلت جميع الأدوار المكلفة في الفتنة منذ زمن والمتجددة دوما ، تستخدم الآن القوة الرسمية في تصفية الحساب مع القريب والبعيد من أجل تحقيق حلم السيطرة الكاملة واستكمال ما يسمى انتصار النظام في سوريا .
الاستقرار والسلم الأهلي عنوان اساسي يجب ان يتحكم بسياسة جميع الأطراف ، لذلك نحن ندين التصعيد في المواقف وتحديدا من بطانة الحكم وادواته !؟
المعيار في تصنيف الناس هو الالتزام بالمقاييس الوطنية وليس بتقديم الشروط الاقليمية والفئوية الداخلية والشخصية الذاتية .
لذلك يعتبر تفويت الفرصة على الفتنة واجب وطني ..
رئيس الحركة اليسارية اللبنانية
١٢/ايلول ٢٠١٨