فشت خلق
صغيرة وسريعة
بقلم لبناني.. : ?
عندما كنت اشاهد انطلاق المركبة الفضائية وفيها عربي من الامارات العربية المتحدة الى الفضاء الخارجي نحو المحطة الدولية،
فجأةً في منزلي في لبنان انقطعت الكهرباء! فدعيت لوزير الطاقة بما تيسّر،
ثم خرجت من المنزل فرأيت الصيادين يفتكون بالطيور المهاجرة بهمجية ووحشية من دون حسيب ولا رقيب،
رجعت الى الداخل لمتابعة انطلاق الصاروخ، فغيرت القناة على الشاشات اللبنانية لمزيد من التغطية على هذا الحدث المهم، فرأيت أول قناة تعرض برامج نكات سخيف، والقناة الثانية تعرض مسلسل بالابيض والاسود، والثالثة برنامج سياسي حزبي وفيها اثنين من مجرمي الحرب يتشاجران، والرابعة مشهد من مسلسل لبناني لرجل ضرب امرأة كفّ لقحها على الأرض وغيرها تصرخ ويأس وحزن ودموع وعنف اسري يتفاخرون به، فعلمت انهم اصلا لم يعلمون بأن عربيا خرج الى الفضاء الخارجي منذ قليل،
… منبر اللقاء المعروفي…
فرجعت الى مواقع التواصل الاجتماعي علّني اقرأ المزيد عن تفاصيل تلك الرحلة الفضائية، فرأيت الرئيس اللبناني المعظّم المبجّل وصهرة نائمين في أحد المأتمرات، والكل يشارك ويعلق على تلك الصور، وآخر ينعي ويشتم وآخر يلعن، وآخر يصيح لهم علّهم يصحوا!
فقررت ان اخرج من المنزل، فإذا بالخارج رائحة النفايات المكدّسة والمحترقة منذ ايام تملأ المكان،
فركبت السيارة، وانا اقود على شارع ملك الدولة اللبنانية مليء بأعلام الاحزاب اللبنانية الملوّنة وصور للزعماء تغطي اشارات الطرق واسماء القرى، والنفايات الملونة والمتنوعة تملأ كل الزوايا وجوانب الطرق…
الشارع كان مظلما علما انه كان مضاء طول النهار تحت ضوء الشمس،
فرأيت احد السيارات يتجه نحوي بعكس السير وبينما انا اهرب منه لاتوقف على الاشارة الحمراء، رأيت الدراجات النارية تتخطى الاشارة الحمراء من دون ادنى مشكلة او حذر ومن دون خوذ للوقاية ولا احترام أمام شرطي لا يأبه لهم…
بعد الاشارة اصبحت على الشارع الدولي، فإذا بالشاحنات البطيئة تسير على خط اليسار (السريع) من دون سبب او خوفا من القانون، ويُعتقد انهم يسيرون على اليسار لأن خط اليمين مليىء بالجور والطرق المكسّرة، لكنها اصبحت عادة لسير المركبات الكبيرة على اليسار…
وعندما عدت الى المنزل بعد 6 ساعات من الغرق في الفوضى العمياء وعند منتصف الليل، لانه الموعد الذي تأتي فيه الكهرباء مجددا،
رأيت المركبة الفضائية تلتحم بالمحطة الدولية في الفضاء الخارجي.
Www.druze.news
فهذه كانت رحلتي وتلك كانت رحلتهم، والرئيس كان بعدو نايم ونشرات الاخبار اللبنانية أصلا لم تعلم بوصول عربي الى الفضاء الخارجي.
كتب المصور البارع والكاتب باسم ابو غادر على صفحته اليوم.. وهذا المشهد يتكرر مع كل لبناني كل يوم..
واختتم بالقول…
فنمت…
يقينا مني بأنني سوف اصحى في اليوم التالي من دون تغيير او أمل.