تعقيبا على زيارة سفراء السعودية والامارات امس الى الشوف ومؤسسة العرفان التوحيدية .
كتب الاستاذ وهيب فياض في حديث خاص لمنبر اللقاء المعروفي ..:
ان يزور القائم بالاعمال السعودي ، وسفير دولة الإمارات ، منطقة الشوف ، وفي حمأة تأزم علاقات المملكة ، مع الولايات المتحدة الأميركية وبعض دول الغرب ، وبالتزامن مع خطوات المملكة بإتجاه تكريس المملكة لنفسها رأسا للإسلام المعتدل والمنفتح ، الذي يجاري العصر ، دون المساس بالثوابت والأركان ، مع بقائها حارسة قبلة المسلمين ، والقائمة على خدمة الحرمين ، امر له دلالتان
دلالة سياسية ، تعلن مدى ما وصلت اليه علاقة المملكة بزعيم الجبل من العمق والتناغم والقبول المتبادل ، الناتج عن انتهاجهما للوسطية طريقا في زمن التطرّف على ضفتي السياسة .
ودلالة دينية ، وهي الأهم ، في زمن انفلات التكفير من عقاله .
ان مشهد صلاة الجمعة في مسجد الامير شكيب إرسلان في قصر المختارة ، الجامعة بين ممثلي الدولتين الأكثر تأثيرا في الاسلام السياسي في لبنان ، وأعيان مشايخ الموحدين ، وممثلين للبرلمانيين الدروز ، تفوق بأهميتها ، الدلالات السياسية ، التي يمكن إظهارها في المواقف والتصريحات ، دون الحاجة الى إظهارها في الصلوات .
عصرية تصميم المسجد ، وبساطة منبر الإمام ، ورمزية صلاة الجمعة الداّلة على تناغم الديني مع السياسي عند الموحدين ، يقابلها انسجام الموقف السياسي المعتدل ، مع التوجه الاسلامي المعتدل ، عند المملكة العربية السعودية التي تؤكد في هذه المشهدية ، ما اكدته سابقا مع كمال جنبلاط ايام الراحل الطيب الذكر الملك فيصل .
ان اسلام الموحدين الدروز ، وان كان لا يحتاج من قبل الموحدين أنفسهم للتأكيد ، فإن إعلانه بالصلاة في جامعهم ، هو النتيجة الطبيعية والنهائية ، لما أسس له التأكيد ، بالفتاوى الصادرة عن اعلى مرجعين اسلاميين ، في السعودية ، وفِي مشيخة الأزهر الشريف .
كمال جنبلاط ، أثمرت جهودك عندما أسست ( العرفان ) ، واستمرت الرعاية من ابنك البار متكئا على إرث ابيه وأمه ، لنصل الى يوم ، لا جدال فيه حول صحة وسطية اسلام الموحدين الدروز ، قولا وفعلا ، ومذهبا وسياسة
….
هذا وعبر الكثيرون عن هذا المكنون الذي ترجمه فياض بحروف مهذبة ومذهبة ..