هيدي يللي عم تقولها حضرتك “إن عدتم عدنا”، مع انو ما حاربتوا بعضلاتكم يوما، فلستم لا قوات ولا كتائب ولا أحرار، حاربتم بالجيش اللبناني وصرفتوا عليه وعلى سلاحو يللي استخدمتموه لقتلنا من جيوبنا ومن مصرياتنا!
يعني عم تبلغنا بصفتك نائبا في كتلة رئيس الجمهورية، أي الكتلة الحاكمة، أن الجيش اللبناني المنتشر في مناطقنا هو في حالة جهوزية بانتظار أوامركم ل”تعودوا” إلى قتال الدروز؟
هل هو تبليغ رسمي بإسم رئيس البلاد أن نشر “اللواء الثامن” مؤخرا على مدخل الدامور هو لتذكير أهلنا في الجبل أنكم في جهوزية للإنقضاض علينا من الساحل هذه المرة؟
هل ما تهدد به من خلال قولك “إن عدتم عدنا” هو السبب وراء حواجز الجيش اللبناني المنتشرة حصرا على مداخل المناطق المحمدية؟ على طريق طرابلس، وفي مدخل صيدا، وعلى مدخل الشوف؟
هل هو تبليغ رسمي من قبل رئيس الجمهورية من خلالك أنكم بجهوزية تامة لذبحنا إن عدنا إلى رفضنا لحكمكم؟
حيث أن حربنا معكم كانت بسبب ثورتنا ضد اتفاقكم مع إسرائيل بما سمي “إتفاق 17 أيار”، حيث أسقطناه وأسقطناكم معه، فهل تحذيرك هو رسالة من رئيس الجمهورية أنكم تحضرون لاتفاق مماثل بعد وصولكم إلى السلطة، وتحذرنا بإسم رئيس الدولة أننا إن عدنا إلى رفضنا لهكذا اتفاق، ستعودون بالجيش اللبناني المنتشر في مناطقنا، لقمعنا وذبحنا؟
قد تكون مغمورا بالشعور بالقوة بعد وصولكم إلى بعبدا، لكنك معذور، فقد كنت صغيرا آنذاك، ترضع تزويرا للتاريخ لشحنك بمعنويات كاذبة. عندما أسقطناكم وأسقطنا اتفاقكم المذل مع العدو المحتل، كنتم في بعبدا وفي اليرزة، كما اليوم، وبضهركم الإسرائيلي وجيشه، والأميركي وبارجاته الحربية، والفرنسي وطائراته الحربية. وكان معنا قناعاتنا وإيماننا وأحقية قضيتنا وحلفائنا اللبنانيين الوطنيين، وقائدنا الذي ما زال موجودا وشامخا وماردا، حيث لم يحتاج هذا القائد إلا إلى كتابة كلمات معدودات سميت “خطاب التحدي الكبير” التي ألهبت القلوب وشحذت الهمم وحققت النصر… إليك بعض من هذه الكلمات، علك، ومن أرسل رسالته من خلالك، تتعظان
:فقال
… فلا يرهبكم ضجيج إعلامهم وعديد مدافعهم، فكم قلة بالحق غلبت كثرة.
… ولا يغربن عن بال أحدكم وقوله: “أنتم أشرف الأمم وخير من وطئ الأرض بقدم، كنيتم بالأعراف ووصفتم بالأشراف”.
… الأرض لكم والتاريخ أنتم القيمون عليه…
… إننا أقوياء، أقوياء بوحدتنا، أقوياء بعزمنا، أقوياء بحلفائنا وأصدقائنا، أقوياء بحقنا في الحياة!
رشيد جنبلاط
الوليد قائدي، يراع الحق وسيف الكرامة ومارد الشرق
14 آب 2018
Rasheed Joumblatt