شيخ الميدان
اجتمعت في المغفور له الشيخ علي زين الدين ميزات جعلته يلعب أدوارا بالغة الأهمية في مرحلة مثيرة وبالغة الدقة من تطور المجتمع المعروفي في لبنان وما يتعداه. من أهم هذه الميزات روح الغيرة الشديدة على العشيرة وعلى الحياض بصورة عامة، فكان دوما في مقدمة الصفوف عند اي منعطف أو تحدي يستوجب الرد المناسب، مظهرا على الدوام مزيجا من سرعة الحركة والاقدام والقدرة على تعبئة الصفوف وتحريك الطاقات الى الخطوط الأمامية لأي مواجهة. وكان ذا موهبة في استقطاب حب الناس وخصوصا الشباب له وثقتهم بقيادته، وكان هادئا واثقا في أصعب الظروف لكن في الوقت نفسه حازما وصاحب قرار. وفي كل ما قام به من مبادرات كان الشيخ علي منسجما تماما مع القيادة السياسية التاريخية للطائفة وخصوصا مع المعلم الشهيد كمال جنبلاط ثم مع الزعيم وليد جنبلاط. ومن أهم آثار الشيخ علي إشرافه المباشر لأكثر من ٤٠ عاما على تشييد هذا الصرح الكبير المتمثل في مؤسسة العرفان وذلك بمعونة اخوانه من المشايخ الافاضل الذين جعلوا العرفان مؤسسة عصرية تعمل وفق أحدث الأساليب والتقنيات التعليمية وتحقق اداء تعليميا هو من الأفضل في لبنان..
واود أن أذكر في هذا السياق علاقة الثقة والمودة التي جمعت الشيخ علي منذ صغره مع المعلم كمال جنبلاط إذ كان رفيقا له وسميرا في الخلوات وكانت معرفة المعلم بشخصيته وتقديره لصفاته هي التي جعلته يرى فيه الشخص المناسب لتحمل مسؤولية إطلاق مؤسسة العرفان ورعاية نموها وتطورها.
جمع إلى قوة شخصيته وحضوره المؤثر في اي مجلس أو ظرف طاقة كبيرة للحب والدماثة وعفة اللسان والحلم فلم يجافي احدا وقدم خدماته للجميع مع انتباه خاص للفقراء والضعفاء، وكان دائم الابتسام مضيافا سمحا لا يحمل ضغينة حتى تجاه الذين يسيئون إليه.
كانت حياة هذا الشيخ المجاهد سيرة مليئة بالعمل والحضور وسعي متواصل لاعلاء شأن العشيرة والخدمة الخالصة من اي غرض.
كان في ميادين كثيرة رجل الاقدام والإنجاز فهو بحق شيخ الميدان.
شيخ الميدان.. الشيخ علي زين الدين، رشيد حسن
منبر اللقاء المعروفي، بيروت ، ٢٥/٦/٢٠١٩