كما وردتنا من الشيخ هاني مسعود عبد الخالق . في ذكرى استشهاد والده ورفاقه في معركة الشحار .
رسالة إلى أبي الشهيد الشيخ مسعود حسين عبد الخالق . ومن خلاله إلى شهداء الشحار الغربي وجميع شهداء الجبل كل الجبل…تحية طيبة عطرة يا أبي وتحية مثلها لكل شهداء الجبل الاحرار وعلى رأسهم شيخ الشهداء الشهيد الشيخ ابو عفيف محمد فرج وشهداء الدفاع عن المقدسات في الشحار الغربي الخالدين …في الحقيقة ليس لدي ما أنقله إليكم من أخبار عن الوطن إلا أخبار سلبية لا قيمة لها ..لقد باعو تضحياتكم وتاجرو بدمائكم الطاهرة ..ابي من دافعتم عنهم اصبحوا يملكون القصور والأموال والمواكب الفخمة على حساب دمائكم .ابي الشهيد لقد باعو البشر والحجر والأرض لقد باعو الكرامة التي دافعتم عنها بارواحكم .إنها أيام الغدر والخيانة والحقد اصبحت في نفوسهم على حساب أولادكم وعائلاتكم .فبدل أن نعيش في الرخاء والعز والعيشة الكريمة في أرضنا . أصبحنا تماما عكس ذلك بالتمام والكمال..فحراس الهيكل اصبحو يحكمون باسم الرب وزادت سطوتهم وبطشهم فلم يتركو فرصة للفرح والغبطة والسرور إلا أجهضوها. ولم يتركو نافذة للتقييم مراجعة الذات إلا أغلقوها .ولم يتركو مبادرة للصالح العام الا منعوها. لقد أحكموا السيطرة على مختلف مقدرات الوطن والشعب حتى صاروا يتحكمون في وسائل الإعلام المختلفة فيوجهونها حسب أرائهم التي يريدون وبواسطتها يوجهون الرأي العام فيكفرون كل من يخالفهم الرأي والمنطق ولم يقبلو بمناقشة المواضيع التي لا تخدم مصالحهم الشخصية، ابي الشهيد…لم يعد للعيد عندنا طعم ولا رائحة . لم نعد نرى ولا نحس بتلك الفرحة التي تعلو وجوه الأطفال قبل آبائهم. لم نعد في لبنان والجبل نحس ولا نلمس مظاهر الفرحة بالعيد . لقد ضاعت منا القيم الأخلاقية أو كادت حتى أصبحنا لا نكاد نميز بين الخير والشر ولا بين الصلاح والفساد. لقد زرعوا الفتن في كل مكان..لقد روجوا للفوضى حتى حلت محل التنظيم والعمل الراشد..ابي لقد منعو الفقراء وأبناء الشهداء من الوظائف …ونصبوا أنفسهم وأولادهم أصنام يجب أن نسجد لهم ونطيعهم وإلا الويل والعقاب والخزي والنكال . ابي هذه هي حالنا من بعدكم .
ابي الشهيد من كان في ايام الحرب هارب او مختبئ في الملاجئ أصبح اليوم صاحب كلمة نافذة وجاه وسلطة ومال… ابي ابي أيها الشهداء
. هذه هي الحالة التي أصبحنا نعيشها بكل أسف واليوم وعشية تاريخ استشهادك الذي أفتخر به أوجه رساله إكبار وإجلال إلى جميع رفاقك الشهداء ….وإلى المقاتلين الأبطال الذين لم يملكو اليوم منزل او وظيفة يترزقون بها لكي يعلمو أولادهم ومن أجل هذا أحببت أن أخبرك عما يجري في بلادنا وكيف تاجرو بدمائكم الطاهرة الزكية هذه زيارتي لك اليوم في ذكرى استشهادك ابي الحبيب فهنيئا لكم الشهادة وهنيئا لكم الجزاء وإلى زيارة أخرى يا أبي.
تاريخ الاستشهاد 5 ايلول1983 في بلدة عبيه
ودفن في مدافن ال فرج عبيه .
5/9/2018
هاني مسعود عبد الخالق .
….