*حوار أم تسلية؟*
لفتني هذا المقال اليوم وخاصة اننا كنا اليوم مع ما يقارب 35 شخصية دينية من عدة دول في البقاع في مجمع ازهر البقاع بدعوة من مؤسسة اديان .
إنها الظروف السياسية التي تدعوكم يا ناشطي الحوار الاسلامي المسيحي ويا دعاة السلم الأهلي (وأنا منكم) الى رفع صوتكم وتنشيط حركتم، إنها الظروف التي تبيّن إن كان كلامكم وإن كانت حركتكم في السنوات الخوالي حركة شكليّة أم فعليّة إيمانيّة بهذا الوطن، تبيّن إن كان امتطائكم قوس الجلسات الحوارية الوعظية التوجيهية هو غاية ام وسيلة، وسيلة لبلوغ الشهرة وشاشات الإعلام، وسيلة لاستجرار التمويل والدعم من الجهات المانحة، أم غاية لها من الأهمية في قلوبكم وعقولكم ما يدعوكم الى الإقدام والمساهمة في الحريق قبل أن يتعاظم أواره، أليس ما نقوله في جلساتنا أن إطفاء الكلام اهون وأقل كلفة من اطفاء صوت البنادق، وجلسات الحوار قبل خسارة الدماء والشهداء أجدى وأنفع منها يوم تصبح شكلية لإتمام حل سياسي يهبط علينا من الخارج.
تبين هذه الظروف للناس والمواطنين إن كنا فعلا اسياد قرارنا وإن كان الدافع وراء حركتنا هو حريّة ضميرنا وشعورنا بالمسؤولية الوطنية والإنسانية والأخلاقية، وإن كان دافعنا هو استشعارنا المسبق بالمخاطر الناتجة عن الجهل ومطامع السياسة غير المشروعة أحيانا، وتبين إن كان لدينا الجرأة على رفع صوت الوطنية عاليا أكثر من صوت المذهبية، فنقول كلمتنا الوطنية السلمية ولو كانت في غير اتجاه مشاعر ابناء ديننا غير آبهين بعدد المصفّقين والمستحسنين، وتبيّن أخيرا -وهذا مهم لنا جميعا- زيف اتهامنا أننا أدوات غير مباشرة لجهات وأحزاب تُسيّرنا وفق مصالحها لا أكثر.
بقلم الشيخ دانيل عبد الخالق
لبنان .29/9/2018