*لقاء خيالي .. وحوار مجازي .. وشعر عاطفي*
كما وردتنا من الشاعرة والكاتبة الدكتورة نورا ريدان الحلبي . نثر بل شعر رائع يصف لقاء بين شاعر وشاعرة .. وحوار رائع.
*حوارٌ بين شاعرٍ وشاعرة*
قال لها : أي نوع من الحزنِ عيناكِ؟ بربري غزاهُ الموت، ام صقلي صقلَهُ خَصرٌ مرتبكٌ، موسولونيُ التطرف.
ردت عليه : المشكلة يا سيدي أني نسيتُ أن ألملمَ بقايا قمرٍ سقط في عينيّ سنين طويلة ، جعل كل من يَنظرني يحتارُ من أي حزنٍ يخففُ ضوءَ الحزن في القمر.
جاوبها قائلا: صغيرتي، ينتهي الزمانُ، وينتهي المكانُ ، وتنتهي النهايات اللاشيئية واللازوردية واللاعبثية . لا يبقى شيءٌ سوى أرجوحة ورد على درب البعد، تنتظر مساءا مثقلاً بعجقة مساءات اللغة الهزلية .
نظرَت إليه وملئ الارض يجتاحها هذياناً: سيدي لا تبحث عن النهايات القريبة، ولا على الاحزان القريبة، لا تعبث بجنون القُربِ ابدا. إنتظرْ أكمامَ الزهر المستحم في خرَفِ القمر. إخرجْ من جزئيات هذيان الجوري الحزين . إخرجْ من الاوراق المبللة كتابة لامنطقية هجرها المُخمل ، ففتحتْ بلادَ الشعر وسَبَتْ حروفها سبياً عقائدياً وايديولوجياً.
جاوبها قائلا: مررتُ بداخلِك ومررتِ بداخلي، وكلانا لم نمر بقطعة زمن محشوة دواخل. إدخلي داخلي وانظري الزمن توقفَ دخوله سنين عتيقة. وناجى الوجود قائلا: أيا داخلٌ في داخلِ الدخولِ قليلا، عَلِق الزمنَ على شرفتي هُنيهة كي استطيع العبور دخولا .
فردتْ عليه: من حزن الحياة العميق اغتسل ْ ترى الوجود أنقى تماما مثل شامات الندى على وجه الفجر، كيفَ تغتسلُ نفسها ، هكذا تفعلُ الاحزان بنا إن أردنا تُغسلنا من عتمة أجسادنا ، فتعرفُ عندها أن الحزن والالم أساس تلك الكأس التي تمتلئُ رويداً رويدا ً قُبيل انكسارها الابدي.
نورا ريدان . الحلبي . عرمون
……
منبركم
منبر الادباء والمفكرين .
منبر اللقاء المعروفي يفتح افاق جديدة لحوار الادباء والشعراء .. انه اللقاء لقاء التلاقي والتواصل .
….
ارسلوا ما في جعبتكم
009613525462