… انتبهوا للهدوء ما قبل العاصفة
ويضيف فريدمان، قد يبدو الشرق الأوسط هادئًا في الوقت الحالي، لكنه مجرد وهم
قال الكاتب الأميركي توماس فريدمان إن سحب الرئيس الاميركي دونالد ترامب للقوات الأميركية من سوريا سيجعل الشرق الأوسط أكثر تفجراً، مضيفاً إن هناك المزيد مما سيحدث أيضاً، لأن هذه القوات كانت تعرقل جهود إيران لبناء جسر بين “إسرائيل” ولبنان لتضييق الخناق على تل أبيب“.
وذكّر الكاتب بالهجوم على منشآت النفط السعودية، في 14 أيلول الماضي، وإطلاق سلاح الجو الإيراني قرابة 20 طائرة وصواريخ كروز على واحد من أهم حقول النفط ومنشآت المعالجة في السعودية، قبل أن يُشير إلى تشبيه بعض الاستراتيجيين الإسرائيليين للهجوم المفاجئ بـ “بيرل هاربور” الشرق الأوسط، قائلاً: “ربما لا“.
ولفت الكاتب إلى أن “كل دولة الآن، تعيد حسابات استراتيجيتها الأمنية، بدءاً بإسرائيل“. وكتب عوزي إيفين، أحد العلماء المؤسسين لمفاعل ديمونا النووي الإسرائيلي عن الضربة، قائلاً إن “حطام الطائرة دون طيار المكتشفة في السعودية يوضح أن الإيرانيين يصنعون ويعملون بشكل متطور للغاية بمحركات نفاثة وقدرات كبيرة لدرجة أنهم لا يتخلفون عن القدرات الإسرائيلية في هذا المجال“.
وأضاف إيفين أن الإيرانيين أو وكلاءهم أظهروا أنهم يستطيعون ضرب أهداف محددة بدقة كبرى وعلى مسافة مئات الكيلومترات، “وعلينا أن نقبل حقيقة أننا الآن عرضة لمثل هذه الضربة”، مؤكداً أن “مفاعل ديمونا النووي في إسرائيل يجب أن يتوقف. لقد ثبت الآن أنه ضعيف والضرر الذي يمكن أن يسببه قد يتجاوز فوائده“.
ويلفت فريدمان إلى أن إيران تحاول محاصرة إسرائيل من خلال قوات “حزب الله” في لبنان وسوريا والعراق الغربي، مسلحة بصواريخ موجهة بدقة.
ورأى أن كلمة “الدقة” مهمة حقاً، ففي حرب 2006 بين “حزب الله” و”إسرائيل“، اضطر الحزب إلى إطلاق عشرات من الصواريخ غير الموجهة على أمل تدمير هدف إسرائيلي واحد في النصف الشمالي من البلاد.
لكن منذ 2016، نقلت إيران مجموعات إلى “حزب الله” لتحويل صواريخه الغبية إلى صواريخ موجهة بدقة، مثل تلك التي ضربت المنشآت النفطية السعودية، ولم يتضح عدد الصواريخ الذكية التي يملكها “حزب الله” الآن، لكن إذا كان لديه 150 منها فقط، فيمكنه ضرب جميع الأهداف الاقتصادية والعسكرية المهمة في “إسرائيل“، بما فيها الموانئ، والمطارات، ومحطات الطاقة، والمفاعل النووي، ومصنع إنتل لشرائح الكمبيوتر وشبكتها من شركات البرمجيات والتكنولوجيا، وهو ما يمكن أن يشل “إسرائيل“.
وفي ضوء كل هذا، كانت “إسرائيل” تبلغ “حزب الله” وإيران بأمرين، أحدهما أنه رداً على أي هجمات صاروخية، ستفجر “إسرائيل” أحياءً في لبنان تعيش فيها عائلات “حزب الله” ويصنع فيها الصواريخ، وتحولها إلى أنقاض، كما فعلت على نطاق صغير في 2006. وستلحق بالاقتصاد اللبناني أضراراً جانبية .
أما الثاني، فهو أن “إسرائيل” ستهاجم طهران مباشرةً، إما بصواريخ دقيقة بعيدة المدى من “إسرائيل” أو بالصواريخ التي تطلقها الغواصات من البحر، مع هذه الرسالة: “في كل مرة تتعرض فيها تل أبيب لضرب وكلائك، سنضرب طهران. لن تبقى بعيدة عن هذه الحرب”.
ويضيف فريدمان، قد يبدو الشرق الأوسط هادئًا في الوقت الحالي، لكنه مجرد وهم..
…
#اللقاء_المعروفي منقول