حدث في مثل هذا اليوم، التاسع من نيسان من سنة:
1865 م: استسلام قوات الكونفدرالية بقيادة الجنرال “روبرت لي” في “أبوماتوكس” بولاية “فيرجينيا” الأميركية للقوات الاتحادية بقيادة الجنرال “أوليسيس غرانت”. كان “لي” قد انسحب بقواته البالغ عددها 28000 جندي من “ريشموند”، عاصمة الكونفدرالية، ومُنع من الانضمام الى قوات الكونفدرالية الموجودة في “شمال كارولينا”، ما دفعه للاستسلام مع تواصل المناوشات مع القوات الاتحادية. بموجب اتفاق الاستسلام بين الجنرالين، تم العفو عن الضباط والجنود مع احتفاظهم بأحصنتهم، وسُمح للضباط بالاحتفاظ بأسلحتهم الشخصية. على الرغم من تواصل المواجهات بشكل محدودة لعدة أسابيع، الا ان استسلام قوات الكونفدرالية في “أبوماتوكس” شكّل النهاية الفعلية للحرب الأهلية الأميركية.
1938 م: “ثورة 9 نيسان” في تونس. فقد انتفض التونسيون في ذلك اليوم ضد المستعمر الفرنسي، وخرجوا في مظاهرتين في تونس العاصمة. الأولى بقيادة علي البلهوان من “ساحة الحلفاويين” والثانية بقيادة المنجى سليم من “رحبة الغنم” للمطالبة بالحرية وتحديدا انشاء مجلس نواب يمثّل الشعب التونسي. واجهت القوات الفرنسية المحتجين بالرصاص الحي، ما أدى مقتل العشرات واصابة المئات. وبعد تمكنها من قمع الاحتجاجات، شنّت القوات الفرنسية حملة واسعة من الاعتقالات، وبالأخص قيادات الحركة الوطنية. وقد أعتمدت ذكرى تلك الثورة عيدا للشهداء في تونس.
1940 م: ألمانيا تغزو النروج والدنمارك. تمكنت السفن الحربية الألمانية من دخول المرافئ النروجية الرئيسية من “نارفيك” الى “أوسلو” وانزال آلاف الجنود الألمان للسيطرة على البلاد، بعد ان سمحت الحاميات النروجية لتلك المرافئ بدخول السفن الحربية الألمانية دون مقاومة بناءا على أوامر وزير الخارجية السابق المؤيد للنازية “فيدكون كيسلينغ”. بعد ساعات على الغزو، طلب السفير الألماني في “أوسلو” من الحكومة النروجية الاستسلام، الا انها لم توافق، فنفذت القوات الألمانية انزال جوي واقامت نظام موالي لها بزعامة “كيسلينغ”. رفضت القوات النروجية اتباع أوامر “كيسلينغ” واستمرت في القتال بدعم من القوات البريطانية. الا ان هجوم القوات الألمانية الواسع في فرنسا دفع بريطانيا الى سحب قواتها من النروج الى فرنسا، ما سمح للقوات الألمانية بحسم المعركة لصالحها هناك. تزامن الغزو الألماني للنروج، مع غزو مماثل للدنمارك واحتلال “كوبنهاغن” وعدد من المدن الأخرى في البلاد. وقد أقنع ملك الدنمارك “كريستيان العاشر” قواته بعدم جدوى مقاومة القوات الألمانية والاستسلام على الفور.
1942 م: الجنرال الأميركي “ادوارد كينغ جونيور” يستسلم في “باتان” بالفلبين وبأمرته 78000 جندي (66000 فليبيني و12000 أميركي) للقوات اليابانية. كان ذلك اكبر عدد من الجنود الاميركيين الذين يستسلمون في التاريخ. قُتل 600 اميركي و 5000 فيليبيني اثناء توجههم سيرا على الاقدام من “ماريفيليس” الى “سان فرناندو”، ومن ثم تم نقل الأحياء منهم بالقطارات الى معسكرات الاعتقال حيث قُتل منهم 1000 اميركي و 16000 فيليبيني نتيجة لسوء المعاملة، والأمراض، والتعذيب. بعد انتهاء الحرب، أصدرت “المحكمة العسكرية الدولية” التي أقامها الأميركيون حكما بالإعدام رميا بالرصاص بحق الجنرال الياباني “هوما ماساهارو” قائد القوات اليابانية خلال غزو الفلبين، ونُفّذ الحكم في 3 نيسان 1946 م.
1948 م: مجزرة دير ياسين. تقع قرية دير ياسين على تلّ يبلغ ارتفاعه نحو 800 متر وتبعد حوالي كيلومتر واحد عن النواحي الغربية للقدس المحتلة. إلى جانب موقعها الإستراتيجي، تمتعت القرية بحركة اقتصادية لافتة قبيل الانتداب البريطاني وبعده، كما شهدت نموا ديمغرافيا ملحوظا في السنوات السابقة للنكبة. بدأ الاستيطان الصهيوني في القرية عام 1906 م، وعاش الصهاينة بأمان داخل القرية على الرغم من تدهور العلاقات بينهم وبين السكان إبان ثورة 1936 م. وقد توصل أهالي دير ياسين والصهاينة في المستوطنة المجاورة الى اتفاقية عدم اعتداء متبادل قبل أسبوعين من المجزرة. الا ان الصهاينة أخلّوا بتلك الاتفاقية واستغلوا انشغال الفلسطينيين في تشييع عبد القادر الحسيني في القدس، وهاجموا القرية مع بزوغ الفجر من الجهتين الشرقية والجنوبية ليفاجئوا السكان النائمين. لكن احد السكان تمكن من تحذير اهل القرية بعد استشهاد أخيه وتمكنه من الهرب عند أطراف القرية، مما سمح للسكان بصدّ هجوم عصابتي “الأرغون” بزعامة “مناحيم بيغن” و”شتيرن” بزعامة “إسحق شامير”. ما أستدعى طلب الدعم من قوات “البالماخ”، وهي التي أمطرت القرية بقذائف الهاون تمهيدا لاقتحامها. وقد قامت عناصر العصابات الصهيونية بتفجير المنازل وقتل النساء والاطفال والشيوخ، كما عمدوا الى التمثيل بجثث الشهداء بهدف بث الرعب في سكان القرى والبلدات المجاورة لتهجيرهم. على الرغم من عدم وجود احصائيات دقيقة للمجزرة، فان التقديرات تشير الى استشهاد اكثر من 250 فلسطيني جلّهم من النساء والأطفال والشيوخ من أصل 750 نسمة عدد سكان القرية قبل المجزرة.
1965 م: مناوشات عسكرية بين الهند وباكستان على الحدود المشتركة في اقليم “جامو وكشمير”.أستمرت المناوشات العسكرية بين الدولتين لعدة أشهر مع سعي الرئيس الباكستاني “أيوب خان” لدعم المقاتلين الكشميريين بهدف تحرير الاقليم الخاضع لسيطرة الهند، الا ان الاحداث تطورت بسرعة كبيرة، واندلعت الحرب بين الجيشين النظاميين في أيلول 1965 م على طول الحدود بينهما في “لاهور” و”سيالكوت” و”كشمير” و”راجستان”. تواصلت المواجهات العسكرية، ولم يتمكن اي من الطرفين من تحقيق نصر حاسم، لتنتهي الحرب بعقد اتفاقية وقف إطلاق النار بين الجانبين في 23 أيلول 1965 م.
1972 م: العراق والاتحاد السوفياتي يوقعان على معاهدة صداقة وتعاون. كان العراق برئاسة أحمد حسن البكر حينها يبحث عن حليف قوي لمواجهة إيران، العدو التقليدي للعراق، التي تقيم تحالف استراتيجي مع الولايات المتحدة. ونصّت المعاهدة على التزام الاتحاد السوفياتي بتقديم الدعم العسكري والاقتصادي الكامل للعراق، في حين كان الاتحاد السوفياتي يبحث عن شريك جديد في الشرق الأوسط بعد تدهور العلاقات السوفياتية المصرية مع وصول السادات للحكم هناك، وقد اثارت هذه المعاهدة قلق الولايات المتحدة التي تخشى اقتراب الاتحاد السوفياتي من منطقة الخليج العربي الغنية بالنفط.
1999 م: انقلاب عسكري في النيجر. مع ساعات الصباح الأولى، انتشرت الدبابات في شوارع العاصمة “نيامي”، وفُرض حصار على القصر الرئاسي والمواقع الاستراتيجية الأخرى في العاصمة. أعلن رئيس الوزراء “ابراهيم أساني ماياكي” مقتل الرئيس “ابراهيم باري مياناسارا” في حادث مأساوي، وأكد دبلوماسيون من النيجر ان “مياناسارا” قُتل على يد الانقلابيين اثناء محاولته الفرار. وقد أعلن “ماياكي” عبر الإذاعة عن حلّ مجلس النواب ووقف الأنشطة السياسية في البلاد، وأضاف انه سيتم تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال أيام. يُشار ان “مياناسارا” كان قد وصل الى السلطة بانقلاب عسكري أطاح بأول رئيس مُنتخب في البلاد عام 1996 م، وقد تعرض حكمه لعدة محاولات انقلاب تمكن من القضاء عليها. بعد عدة أيام، تسلّم السلطة في البلاد زعيم الانقلابيين “داوود وانكي”، وتعهد بالتنازل عن السلطة قبل نهاية العام. في آب 1999 م، تم التصويت في استفتاء شعبي على دستور جديد للبلاد، مُنح بموجبه الانقلابيين العفو، وأنتخب رئيس جديد للبلاد في تشرين الثاني من نفس العام.
2003 م: سقوط بغداد بيد القوات الأميركية. فقد وصلت الدبابات الأميركية الى ساحة الفردوس في وسط العاصمة حيث قام عدد من العراقيين بتحية القوات الأميركية وشاركوا معها بإسقاط تمثال الرئيس العراقي صدام حسين في مشهد نقلته وسائل الإعلام مباشرة على الهواء الى انحاء العالم. فيما شكّك الكثير من المحللين بعفوية الحدث من حيث الوقت والمكان، أعتبر إسقاط التمثال على نطاق واسع مؤشرا لنهاية حكم حزب البعث في العراق بزعامة صدام حسين. واصلت القوات الأميركية تقدمها شمالا لأسبوع آخر، حيث سيطرت على “تكريت”، مسقط رأس صدام حسين. وفي 1 أيار، أعلن الرئيس الأميركي “جورج دبليو بوش” “انتصار قواته في الحرب”. مع سقوط النظام، انتشرت الفوضى في المناطق الخاضعة للقوات الأميركية، وحدثت عمليات نهب واسعة للادارات والمؤسسات الحكومية العراقية. وما لبث ان حمل العراقيون السلاح لقتال القوات الأميركية، وخلال الـ 6 أشهر التالية، قُتل من الجنود الأميركيين نتيجة الهجمات والتفجيرات أكثر مما قُتل خلال الغزو نفسه. أما صدام حسين، فقد أعتقلته القوات الأميركية قرب تكريت في كانون الأول 2003 م، وحوكم أمام محكمة عراقية في ظل الاحتلال الأميركي، وصدر بحقه حكم بالإعدام. في 30 كانون الأول 2006 م الموافق لأول أيام عيد الأضحى، نُفّذ به حكم الإعدام شنقا.
2009 م: اعادة انتخاب الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة رئيسا للبلاد للولاية الثالثة على التوالي بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية بحصوله على 90.2 بالمائة من الأصوات. تولى بوتفليقة وزارة الشباب والرياضة والسياحة في عهد الرئيس أحمد بن بلة في تموز 1962 م، وعُيّن وزيرا للخارجية خلفا لـ”محمد خميستي” بعد اغتيال الأخير في 11 نيسان 1963 م، وأستمر في ذلك المنصب الى ما بعد وفاة الرئيس “هواري بومدين”. أنتخب رئيسا للجزائر لأول مرة عام 1999 م وأعيد انتخابه 3 مرات متتالية في أعوام 2004 م، و2009 م، و2014 م على الرغم من حالته الصحية المتدهورة بعد تعديل الدستور الذي حدد الولايات الرئاسية باثنتين فقط. هذا، وقد قدّم بوتفليقة استقالته في 2 نيسان 2019 اثر احتجاجات شعبية عارمة شهدتها البلاد على مدى اسابيع رفضا لترشحه لولاية خامسة وتمديد ولايته الرابعة كذلك