… تفكيك الخطاب الرافض للحوار… !
بقلم الكاتب، والمحلل السياسي قاسم قصير
نموذج منع محاضرة المستشار الثقافي الايراني في طرابلس…
بعد أقل من أسبوعين من حصول العملية الإرهابية في طرابلس واستنكار كل الأطراف اللبنانية وقيادات طرابلس والشمال لهذه العملية وتضامن اللبنانيين مع المدينة وأبنائها ورفض ربط الإرهاب بأية طائفة أو مذهب أو دين أو منطقة وقيام وفود متعددة بزيارة طرابلس والتأكيد على الحوار و فض العنف والدعوة للتسامح وقبول الآخر ، بعد كل ذلك شهدت مدينة طرابلس حدثا مستغربا وهو التحريض من قبل هيئات دينية وسياسية وأكاديمية وإعلامية لمنع استضافة الصالون الأدبي للسيدة فضيلة فتال للمستشار الثقافي الايراني في لبنان محمد مهدي شريعة مدار في حوار حول المشهد الثقافي الايراني وتم الدعوة لإقامة تجمع شعبي أمام منزل السيدة فتال وتوجيه الاتهامات للمستشار الإيراني واستخدمت في بيانات المنع والتحريض لغات تحريضية ومنها اتهام إيران بأنها دولة مجوسية مع أن المجوس انتهوا من إيران منذ ألف وأربعمائة سنة على يد الفتح الإسلامي وكذلك تحميل اي ان كل مصائب العالم العربي والإسلامي وأنها دولة شيعية وانها حليفة للموساد الإسرائيلي والصهيوني وغير ذلك من التهم وأدت هذه الحملة إلى إلغاء المحاضرة والحوار وللأسف فإن كل ذلك تزامن مع حملة تحريضية من قبل بعض خطباء المساجد في مناطق شمالية متعددة ولم تصدر مواقف منددة بالحملة لا من قبل القوى السياسية والحزبية في طرابلس ولا من الهيئات الدينية والاجتماعية والثقافية ولا من الجهات الرسمية
….
ما جرى يحتاج لنقاش وحوار هاديء فهل هكذا نقدم طرابلس على أنها عاصمة للتنوع والحوار والسلام وهل مناقشة المشهد الثقافي الايراني ممنوعة ولماذا لا يتم استقبال من مختلف معه لنحاوره بدل التحريض عليه
نحن بحاجة لإعادة وتقييم ما جرى من قبل الجميع والبحث في كيفية معالجة الأزمات والوصول إلى حلول بدل الاستمرار في التحريض القومي والمذهبي والسياسي
مع تحياتي واحترامي لكل قيادات طرابلس والشمال
منبر اللقاء المعروفي. 14،6،2019
قاسم قصير