كعادته كل يوم يحاول جمع افكاره وتوعية الناس وتحديد البوصلة خوفا منه عليهم وخوفا من المستقبل و وفاء للماضي.. وقراءة جيدة للحاضر. انه المحلل السياسي الاستاذ وائل ضو.. عبر منبر اللقاء المعروفي
نصيحتي لكم اليوم وكل يوم
المساحة الخلفية الآمنة التي تلجأون إليها عند الشدائد..
حتى لا يتكرر مشهد ١١ أيار الجبل…
وليد جنبلاط المساحة الخلفية الآمنة.
مشهد المُظاهرات المدنية السلمية قد لا يستمرُ ويطول بسلميّته كثيراً. ليس بسبب أداء وسلوك المُتظاهرين، إذ أنهم من أرقى من طالب بحقوقه في زمن الثورات العُنفية المُتعددة.
سلميّة الحركات الإحتجاجية لغاية اليوم بظاهرها موجه ضد السلطة الحاكمة أما في باطنها وحقيقتها ستطال وتُهدد عروشاً تعتبرُ نفسها ثابتة ومُتماسكة ومُستقرة في حكمها للبلد… أصحاب الإمتيازات والمُكتسبات في الدولة سيُدافعون عن مصالحهم بشتى الوسائل المُمكنة والمُتاحة لديهم، وخيار المواجهات العنفية برأيي ليس ببعيد عن طاولة خياراتهم… أما إن بحثنا عن أصحاب العروش. فهُم: حزب الله والتيار العوني.
حزب الله صاحب الإمتياز الأول والأكبر والأكثر أهميةً ودوراً وتأثيراً واستثماراً وحاجة لمشروعه “الطويل”.
أما التيار العوني، فيقفُ على عكاز مُهترىء، حَوّلهُ إلى قفازٍ وذلك بسبب تحاولفه مع الأول، لتحقيق مآرب وغايات شخصية قديمة جديدة لا تليق برجال دولة بل بمجموعة من اللصوص الإنتهازيين الوصوليين الغارقين بأحقاد تجاربهم الفاشلة والمُتعطشين لدوّر ومسؤولية.
الأول يمتلك السلاح والقدرة والاستعداد لاستخدامه، والثاني لا يملك المسؤولية والأمانة الوطنية لكيّ يتحلى بها. لهذا، قد يختلفُ المشهد في الأيام والأسابيع القادمة إن قُدِرَ للثورة أن تستمر مع إقترابها إلى المساحة التي تُهدِدُ في العمق الثنائي أعلاه.
أن يتقدم الحزب التقدمي الإشتراكي المُتظاهرين ويُعزز دوّرهم وحضورهم ومطالبهم، بالتأكيد سيُحدث تغييراً جذرياً في مجرى سيّر هذه الحركة الإحتجاجية المُحقة. ونظراً لعدم إنتظام الجمهور المُعترض ضمن مجموعات مُحددة الإنتماء، سيتحوّل العداء والإنتقام الى جمهور الحزب التقدمي الإشتراكي الواضح المعالم والحضور في الجبل على غرار ما حصل في أحداث ١١ أيار.
بهذا، حسناً فعل وليد جنبلاط بالتريّث في استقالة وزرائه من الحكومة ورفع سقف المواجهة، وعدم الطلب من مُناصريه وجمهوره الإلتحاق بالثورة وترك لهُم حرية الاختيار بالمشاركة من عدمها، وهو المُدرك جيداً أن عواطف ومشاعر جمهوره في الساحات إلى جانب أوجاع الناس وآلامها، وهُم رواد وفرسان هذه الساحات، التي لطالما تقدموها في جميع المراحل الهامة والمفصلية في تاريخ لبنان القريب منه والبعيد..
لأبناء الجبل عامة،
وجمهور الحزب التقدمي الإشتراكي خاصة، شاركوا أخوتكم بقدرِ آلامكم وأوجاعكم وصبركُم على هذه الدولة الفاشلة العنصرية تجاه أبنائها، وارفعوا شعاراتكم وأصواتكم بحجم أحقية مطالبكم… واتركوا لوليد جنبلاط بحكمته ومسؤوليته وأبوته للمُجتمع المساحة الخلفية الآمنة التي تلجأون إليها عند الشدائد..
كتب وائل ضو
….
#اللقاء_المعروفي
Www.druze.news