انه وليد كمال جنبلاط … يتوقع ويصيب في توقعاته ..
مستبقاً “حفلة” رفع الدعم المتوقعة او”ترشيده” بأحسن الاحوال، متخطياً ملف تشكيل الحكومة، نتيجة امتعاضه من الحصة “المحفوظة” له، وعلى وقع التحذيرات الداخلية من خطر امني داهم، وخارجية من انهيار الهيكل بالكامل، مع تعاظم “صغائر” مماحكات الطبقة السياسية الحاكمة،”بالتكافل والتضامن” في لعبة تقسيم الادوار” البايخة”، خرج “بيك” المختارة على جري عادته بمواقفه النارية، و”صواريخه” الدخانية، حاجباً الرؤية عن مسار فك اسر الحكومة، الذي يتحول يوماً بعد يوم الى تفصيل صغير.
وفيما حطّ الرئيس المكلف رحاله في بعبدا، حاملاً تشكيلة غير مكتملة، أقلّه شيعياً، مع تأكيد حارة حريك عدم علمها بتسلمه اسماء وزراء الثنائي، احتل كلام رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي الصدارة في احاديث الصالونات السياسية، وسط محاولات فك الغاز توقيت مضمونه، وما اذا كانت “انتيناته” قد التقطت شيئاً ما يحضر للبنان، من قبل “صديقه” بايدن، خصوصاً ان “كاتم الاسرار” “جيف”، على تواصل دائم مع المختارة.
فالكلام “النوعي” الذي باح به “الجنبلاطي الاول”، لا يمكن ان يمر مرور الكرام، في ظل ما حمله من رسائل، كلها من العيار الثقيل، لعل ابرزها :
1- اعلانه رغبته، للمرة المئة، اعتزال العمل الحزبي مسلماً الامانة والوصية الى تيمور، داعياً كل السياسيين الى الرحيل” على قاعدة” كلنا يعني كلنا”، مدغدغاً بذلك مشاعر” شعب الثورة”. فهل يرى البيك في الافق عودة للشارع ام انفجارا لثورة جياع؟.
Www.druze.news
2- اعتباره اننا دخلنا مرحلة التطبيع، وبالتالي فليكن التركيز على ترتيب البيت الداخلي. الغريب في الامر ان وزير الخارجية كان يتحدث في الوقت نفسه عن مفاوضات ترسيم وان استمرت عشرين سنة. وقد بدا هنا واضحاً رغبة البيك في تحييد لبنان الذي تحول الى “قاعدة صواريخ ايرانية”، قد تستعمل وقد لا تستخدم. فهل في افق المختارة معلومات عن عملية عسكرية وشيكة او ميني حرب اقليمية، نتيجتها شرعنة التطبيع؟
3-“فصله” لصديقه اللدود “استيذ عين التينة” عن حزب الله والتعامل معه “بالمفرق”، “مبيضاً” ساحته بعد العقوبات التي طالت معاونه السياسي الوزير السابق علي حسن خليل. فهل يكون ذلك تمهيداً لوساطة ما يقوم بها مع الادارة الاميركية الجديدة يعيد بموجبها المياه الى مجاريها مع عين التينة، راداً بذلك الجميل لرئيس مجلس النواب؟ او ان ذلك رسالة خارجية ضرورية لاعادة الحياة الى اتفاق الاطار الخاص بمفاوضات ترسيم الحدود مع اسرائيل الذي اسقطه ثلاثي بعبدا – اليرزة – الحارة؟
Www.druze.news
4- رفضه لاستنسابية فتح الملفات القضائية، في ظل عدم وجود سلطة قضائية مستقلة وعادلة، التي هي شرطه للمثول امام التحقيق والمحكمة. فهل التقط البيك اشارات عن قرب فتح ملفات فساد تطال وزراءه المتعاقبين على اكثر من حقيبة، سبق ان اعدت ملفات فسادهم منذ بداية العهد واودعت مكتب رئيس الجمهورية؟ ام هو “النقزة” من تقارير” المؤسسة اللبنانية للارسال” الاخبارية؟
5- اصراره على ضرورة رحيل رئيس الجمهورية، داعياً البطريرك الراعي والقيادات المسيحية ليسيروا بالطرف على ان يكون خلفهم، نظراً لحساسية الموضوع طائفياً ومذهبياً، مذكراً بدعوة كمال جنبلاط لرحيل الرئيس الماروني عام 1975، انطلاقاً من الحرص على الوجود المسيحي الذي لا يستغنى عنه، وهو ما رفضه المسيحيون فكانت النتيجة ما وصل اليه وضعهم حالياً.
فهل أراد البَيك من خلال تذكيره بالواقعة التاريخية ايصال رسالة الى المسيحيين من ان انتظار الـ “سنتين” لانتهاء العهد سيكون نهاية لهم هذه المرة؟ وبناء على اية معلومات بنى نظريته؟
هنا تتحدث المعلومات عن سيناريو اعدّه احد مستشاري قصر بعبدا، استنسخ فيه مطالعة دستورية – قانونية، اعدت زمن الرئيس الاسبق ميشال سليمان، تجيز لرئيس الجمهورية البقاء في موقعه الى حين انتخاب رئيس جديد في حال تعثر انجاز تسليم الرئاسة في موعدها، من باب عدم حصول الفراغ في السدة الاولى. وهو سيناريو يعتبره البعض انتحارا سيؤدي الى نهاية حتمية للرئاسة كموقع مسيحي.
Www.druze.news
في المقابل ثمة معلومات ينقلها زوار العاصمة الاميركية تتحدث عن تحضير ثنائي مسيحي – سني لتولي السلطة في لبنان في غضون اشهر، مع انهيار الاوضاع بالكامل، وان المشروع وضع قيد التنفيذ.
فإلى اي واحد من هذه السيناريوين استند جنبلاط؟ او الى كليهما؟ وهل من يجرؤ على الاستجابة لمطلبه من القيادات المسيحية اقله راهنا؟
على مبدأ اللهم اشهد انني بلغت، رمى وليد جنبلاط “مفرقعاته” ومشى، “دائرا حول نفسه” على جري عادته، مستبقاً الاحداث القادمة، بعدما اعد كامل عدة الصمود في المناطق الخاضعة له، مترفعاً عن حسابات السلطة الضيقة، زاهداً بالسياسة واقطاعها، تاركاً الجميع في حيرة من امرهم يضربون اخماس كلامه بأسداسه، علهم يستدلون طريقهم.
للتذكير وبحسب الشاطر حسن” الى اين؟… ما هيك… الى اين؟”… الجواب معروف، بحسب الرئيس عون: الى جهنم سر..!
نقلا عن ليبانون داتابيت . بقلم ميشال نصر