مؤتمر الالفية التوحيدية يضحض الافتراءات ويثبت الهوية ..
منير بركات
ربما مؤتمر الالفية التاريخية للموحدين الدروز، الذي يعقد في بيروت يظهر بوهجه وتنوعه وتوقيته بعد قرون من الصعاب والمكابدة والغموض والافتراءات المغرضة بحق هذه الكتلة العربية، التي تستهدفها الغايات الاستعمارية من اجل مصادرتها وسلخها عن محيطها العربي، وتفريغها من بعدها الانساني، ودورها التاريخي في الدفاع عن الثغور العربية، وكانوا بحق حماة سواحل الشام واعماقه من غزوات البيزنطيين فالصليبين والتتار والافرنسيين . صحيح ان البعض انصفهم الا ان خطة تفريق العرب كانت تستهدف الموحدين الدروز بتشويه وتغيير نسبهم بالرغم من تاريخهم العربي الموثق بضمهم قبائل عريقة بالعروبة، ” ولا يوجد في العرب كما يقول الامير شكيب ارسلان اصح عروبة منهم “. ودون ريب يتكونون من اثنتي عشرة قبيلة عربية هاجرت من حلب الى لبنان في اوائل عهد العباسيين ، ولا ترال منهم بقية في الجبل الاعلى بجهات حلب ،
– ان تميزهم بالتشابه ونقاوة لغتهم وسحنتهم العربية، وفي الجانعة الاميركية في القسم الطبي في بيروت جرى فحص جماجم اهل البلاد السورية ، فوجدت جماجم الموحدين الدروز اشبه بجماجم عرب البادية وليس بحقيقة دامغة أكثر من ذلك وضحض كل شك . هذه القبائل قد اعتنقت منذ الف سنة مذهب التوحيد الفاطمي .
أهم ما سوف ينتجه المؤتمر التصدي للحملات المغرضة وتثبيت هويتهم والاضاءة على تاريخهم والتصدي لزيف تشويه صورتهم ، وبأصوات من مجاوريهم تشهد على اصولهم من خلال معايشتهم ومساكنتهم في جبل لبنان .
اهم الجوانب الذي سيظهرها المؤتمر تأكيد التنوع داخل اهل التوحيد، والبعد الانساني، والانفتاح والتثبت بالارض والتعايش مع الاخر بسلام ،واحترام رأيه وايمانه والتمسك بهويتهم وانتمائهم القومي والكياني ..
٣٠/تشرين الاول ٢٠١٨ رئيس الحركة اليسارية اللبنانية
… وكان قد ارسل رسالة من التساؤلات خاص منبر اللقاء المعروفي …
الألفية التاريخية للموحدين الدروز
منير بركات
في الذكرى الالفية التاريخية للموحدين الدروز الذين يتميزون بالانفتاح والانسانية واحترام الاخر في الحرية والايمان وتوحيد الايمان بالله الواحد .
تفتح الشهية للمساهمة في تفسير هذا التحلق حول الفكر الديني بعد ان اقتربنا من الربع الاول من القرن الاول في الالفية الثالثة ؟
تقاذف التهم بين العلمانية والدين وكل منهما ينفي الآخر دون المحاولة لايجاد مداخل للعيش والتفكير المشترك .
لماذا الدين ؟ اليس من اجل الاجابة عن الغموم الحياتية وتساؤلات الناس عبر الإيمان بالله .
ومن قال باستحالة أن يكون الإنسان روحانيا وعلمانيا في آن معا .
الانقسام العلماني – الديني كان عنصرا مهما في انبعاث الحداثة على مر العصور ، ونجحت اوروبا في تجاوز هذه الانقسامات ومأسسة الصراع ، وفصل الكنيسة عن الدولة وكان عنصرا مؤسسا للتطور الدستوري الديموقراطي .
لكن الذين يمارسون السلطة الملوثة واقفلوا الايواب امام العقول الجديدة والمتقدمة ، ينتحلون اليوم كساء الحرية ويزعمون مغادرتهم ثوب الديكتاتورية .
ان الواقع يدفعنا الى اعادة التظر في كل القيم التي كانت معاشة خلال قرون في الدين . والاخلاق نتقاسمهما جميعا ، في المجتمعات العلمانية مجسدة في ” أعلان حقوق الانسان ” احترام الآخر ، فكرة ان حريتي تتوقف حيث تبدأ حرية الغير ، والسؤال الذي يفرض نفسه من جديد : هل تتناقض الحداثة مع الاخلاق .. وهل هناك اخلاق بلا ايمان ؟
هناك امثال بالتاريخ منها بالاجابة وتقديم الروحانية العلمانية ، لانها ترتبط بإله خالق . وهذا امتياز بالنسبة للأديان الموحدة لله ، والعلمانية لا تدعي بأنها تجيب عن اسئلة الحياة والموت ،بقدر ما تتيح اطارا للتعايش السلمي بين الطوائف الدينية .
ان فكرة الحرب اصبحت عند العلمانيين بمواجهة الدين فكرة بالية وقديمة ، والتحدي الكبير بالنسبة للعلمانية انها تترك للفرد ، وليس للجماعة امر الرد بنفسه على سؤال معنى الحياة .
ينبغي الاهتمام من خلال العمل بدلا من الاعتماد على الاجوبة الجامدة والغير مكتملة ، وينبغي ان لا نيأس من العقل وان لا نستسلم فقط للغيب !؟
رئيس الحركة اليسارية اللبنانية
٣٠/تشرين الاول ٢٠١٨
منبر اللقاء المعروفي