نصيحة لطلبة الدراسات العليا في العلوم الدينية
نقلا عن صفحة العلامة السيد علي الامين ، منبر اللقاء المعروفي .
وبعبارة العيد-الضائع-بين-الرؤية-الشرعية-والحس
بعبارة أكثر وضوحاً يقال:
هل يتساوى النص الديني (صوموا لرؤيته) في الدلالة مع هذه العبارة (صوموا لولادته) فإذا ثبتت هذه المساواة بين هاتين العبارتين أمكن إثبات هلالي الصوم والإفطار بغير الرؤية، من حسابات المراصد الفلكية التي تفيد العلم واليقين بالولادة، وإن لم تثبت هذه المساواة بين الجملتين لم يصح الإعتماد على المراصد الفلكية وإن أفادت علماً بالولادة .
ولعلّك تقول : كيف لا يصحّ الإعتماد على المراصد الفلكية المفيدة للعلم مع أن العلم،(اليقين)، تنتهي إليه الأدلة والحجج والبراهين; فهو الأساس لكل دليل معتبر، وهو العمدة لكل حجة وبرهان. فإذا لم يصحّ الإحتجاج بالعلم ،(اليقين)، فلا يصحُ الإعتماد بعده على أي شيء ؟.
والجواب:
أن اعتماد العلم بمعنى القطع واليقين ليس محلاً للكلام بين أهل العلم والتحقيق، فكلُّهم يعترفون بالعلم دليلاً وحجةً، وأن اليقين هو مرجع الأدلة والحجج في نفي شيءٍ وإثباته في شتى حقول الفكر والمعرفة .
والذين يرفضون اعتماد نتيجة المراصد الفلكية لا ينكرون حجية العلم بمعنى اليقين، ولا يرفضون الحداثة ولكنهم يشككون في إسباغ صفة العلم واليقين على النتائج المستفادة من هذه الوسائل الحسابية، خصوصاً بعد وجود الإختلاف الكبير بين الخبراء بها، وعدم اتفاقهم على رأي موحد في النتائج التي يتوصلون إليها. وهذا يعني أن نتائج علم الفلك لم تصل إلى درجة العلم واليقين على مستوى ولادة الهلال، كما هو الحال في المراصد التي تعنى بأحوال الطقس والتي تتراوح نتائجها بين الظن والإحتمال، وإن كان علم الفلك قد وصل على مستوىً آخر إلى درجة اليقين في بعض المباحث الفلكية .
وعليه، تبقى نتائج المراصد الفلكية بشأن الهلال والطقس في دائرة الظنّ، وإن الظن لا يغني من الحق شيئاً.
وإن شئت قلت :
إن البحث في استفادة العلم واليقين من علم الفلك ومراصده وعدمها ليس من اختصاصنا، ولا علاقة له بالبحث الفقهي من قريب أو بعيد، وهو على كلّ حال بحث صغروي قليل الجدوى لا علاقة له في استنباط الحكم الشرعي; أما المهم في المقام فهو البحث الكبروي في أخذ العلم بولادة الهلال في تشريع وجوب الصوم أو عدم أخذه في التشريع وأخذ الرؤية فيه فحسب. وهذا الأمر يرجع فيه إلى فهم النص الشرعي الدّال على وجوب الصوم، ولا يرجع فيه إلى المراصد الفلكية كما لا يخفى.
وبعبارة أخرى : إن المرجع في تحديد موضوعات الأحكام الشرعية هو النصوص الشرعية وحدها، إلا إذا كانت من الموضوعات العُرفيّة فيترك تحديدها للعرف إذ لم يرد فيها تحديد من قبل الشرع. وقد عرفت أن النصَّ الشرعي القائل (صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته) هو نصٌ جليٌ وظاهر في اعتبار الرؤية الحسية وسيلة لإثبات بداية الشهر الواجبِ صيامُه. وقد كان للشارع مندوحة في أن يقول (صوموا لولادته) أو (إذا علمتم بولادة الهلال فصوموا) ولكنه لم يذكر سوى الصيغة المشتملة على الرؤية، وهي ظاهرة فيما ذكرناه كما عرفت .
والفرق كبير بين استفادة العلم من المراصد الفلكية وبين أخذ العلم قيداً على نحو الطريقيّة في تشريع وجوب الصوم، كما أن الفرق أوضح وأكبر بين مُشِّرعٍ لزمانٍ محدد في زمان معَّين وبين مشرِّعٍ تنكشف لديه الأزمان، ويعلم بالمستجدّات والتطوّرات العلمية كما لا يخفى .
سماحة العلامة السيد علي الأمين . منبر اللقاء المعروفي .
… رمضان كريم ، ينعاد على جميع المسلمين والمؤمنين والموحدين في جميع أقطار الارض بالسلام والبركة والايمان .. وانتم الى الله اقرب .. #اللقاء_المعروفي
للمزيد اضغط هنا
https://www.al-amine.org/العيد-الضائع-بين-الرؤية-الشرعية-والحس/