اخبار جميلة من ماض اليم
حدثني المرحوم والدي عن نبذتين جرت خلال الايام المشؤومة واعتقد العديد من الاخوة الذين كانوا يحضرون مجلسه يتذكرون تلك الكلمات.
النبذة الاولى: عن المرجع الروحي الكبير المرحوم شيخنا الشيخ ابو حسن عارف حلاوي.
في احدى الايام التي اشتد فيها القصف بين الاخوة لاسيما في بلدة معصريتي وجوارها وبعد ساعات من القصف والقصف المتبادل بالاسلحة الثقيلة والقذائف جاء بعض الشباب الى عند المرحوم شيخنا الشيخ ابو حسن عارف حلاوي وقالوا له يا شيخنا الحمدلله الخسائر فقط في الماديات وليس هناك خسائر في الارواح، فبعد ان حمد الله وشكره كان اول سؤال لهم ماذا علمتم عن جيراننا انشالله ما تنكد عليهم؟ المقصود بالجيران محور الاشتباك.
رحم الله شيخنا الجليل الطاهر الوطني اراد ان يطمئن عن اخوانه في المنطقة المقابلة واراد ان يعلم الشباب الرحمة والعزة وان هذه الحرب لن تدوم بل ستنتهي ونعود كما كنا نسأل عن بعضنا البعض ونتواصل ونلتقي.
النبذة الثانية: شباب عاريا ومحطة الكهرباء
بعد اشتباكات عنيفة بمختلف انواع الاسلحة بين محور العبادية وشويت مع عاريا وجوارها، وبسبب القصف انعطعت الاسلاك الكهربائية على العواميد، في العبادية وعندما هدأت تلك الجولة القاسية بدأ الشباب بإصلاح الشبكة الكهربائية علما ان الكهرباء تأتي من محطة تحت سيطرة الاخوة في عاريا. وبعد الانتهاء من الاصلاحات تم التواصل مع شباب عاريا لاعادة الكهرباء الى المنطقة فكان جواب الاخ المسؤول في المحطة هل تأكدتم انه لا يوجد احد على عواميد الكهرباء!
بالله عليكم قتال لمدة ساعات ويسأل اذا هناك من احد على عواميد الكهرباء خوفا من اذيته؟
هذا معدننا كلبنانيين وهذه نفسيتنا وهذ اخلاقنا في عز الازمات واصعبها تبقى فينا تلك الروح الايمانية والدينية والوطنية التي تربينا عليها جميعا وهي مجبولة بعقلنا وقلبنا ومتغلغلة في ذاتنا كما الارز والسنديان ضارب عمقا وعشقا في تربة جبالنا من جبل الباروك الى جبل الشيخ الى جبال بشرى وكسروان وجبل عامل وجبل محسن وجبال عكار وبعلبك والهرمل.
اتمنى على كل من لديه نبذات مشابهة ان يقوم بنشرها لا بنشر المآسي والويلات.
بقلم الشيخ كامل العريضي.