الإستقلال…نحن !!
استاذ محمد تلحوق . لبنان . خاص منبر اللقاء المعروفي .
ان الوضع الاقتصادي والاجتماعي يزداد سوء وتردي، وحالة اليأس واللامبالاة تسود في عقول وأداء شبابنا، وندرة فرص العمل والحد من الطموح والتقدم تتفشى في بلادنا، وكثرة الكلام والقليل من الفعل هي الحالة السائدة عند اصحاب القرار ومن حولهم من مؤيدين او محازبين او متخوفين او صامتين او من لاحول ولا قوة لهم ،ومنسوب السلبية وفقدان الامل يزداد على كاهلنا جميعا. في حين يطل علينا المجتمع المدني والحراك ، بمعظمه ساع وراء السلطة والمناصب والمصالح الشخصية في قوالب جديدة مستحدثة غب الطلب، لتعدنا بالمن والسلوى وطيبات الحياة، بينما هي لا تستطيع التوحد تحت شعار واحد ورؤية اقتصادية وتنموية واضحة، تعطي امل بإنهاء حالة التخبط الاقتصادي والاجتماعي في البلد. لسنا ضد وجوه جديدة في مواقع القرار ولكن لسنا مع التحدي وشعارات لا تغني ولا تسمن من جوع، فاي امل لمجموعة تطلق شعارات ” طلعت ريحتكم” و” كلن يعني كلن” والمقصود الطبقة السياسية الحاكمة.
هذه الطبقة وما وارءها اشخاص وجماعات ضحت بالغالي والنفيس لاستمراريتها ،وهي نفسها من عائلات كان لها دورها اما باستقلال لبنان من الاستعمار واما المحافظة على الوجود ورد العدوان خلال الحرب الاهلية. لا! لا نريد استبدال ما لدينا اليوم بمجموعة لا نعرفها ولا نعرف تاريخها ، على الرغم من التحفظ على كثير من أداء الطبقة السياسية الحالية وخصوصا خلال هذه الفترة.
لا يقوم لبنان بهكذا اداء وتحدي، ليس لأننا ضعفاء او خائفين، بل لأننا واقعيين ونسعى للحل الجامع والاستمرارية لشبابنا واولادنا ووطننا. التغيير يكون بالاداء و العمل الممنهج ضمن المؤسسات الحزبية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية ، ومد اليد الى الزعماء والسياسيين على مساحة الوطن. جميعنا مطالبون بالالتفاف حول المرجعيات في بلدنا ولكن ليس على قاعدة امرك سيدنا ، بل على قاعدة المساهمة بتصويب الأداء والضغط عليهم لتحسين الظروف المعيشية والاقتصادية. إن من خلال تطوير المؤسسات وتشجيع الأستثمار ووضع حد للهدر والفساد والمحسوبيات في التوظيف أو على صعيد اعلاء القانون وتطبيقه على جميع الفئات دون استثناء. هكذا نستطيع ايجاد فرص عمل لشبابنا والحد من الهجرة واعادة الثقة بالأحزاب والزعماء والطبقة السياسية ، خاصة وانها حاليا، تنتج وجوه شابة طموحة وتتبصر بالوضع القائم والتحديات التي تتربص بها في حال استمرت على النهج القديم. لا نريد مراكزكم ولا مناصبكم ولا الغائكم ، بل نريد حقوقنا بحدها الادنى من عيش كريم ، استشفاء، كهرباء، مياه، فرص عمل ، مستقبل لشبابنا، نريد فقط بلد نستطيع ان نحلم وان نعيش فيه بكرامة ودون قلق مما يخفيه الغد.
التغيير في بلدنا المنقسم بين المحاور و المذاهب والمناطق والعائلات، هو نحن الشعب الموجود في الاحزاب والتيارات السياسية وفي المجتمع المدني والهيئات الإقتصادية والتجار والمزارعين والاساتذة واصحاب المهن الحرة والجامعيين، كلنا دون استثناء وكل من موقعه ورأيه السياسي ومحبته لزعيمه او لطائفته او لدينه او لمنطقته. كلنا يجب ان نشكل حالة ضاغطه في حزبنا أو مجتمعنا أو في اي موقع كنا، لكي ندق ناقوس الخطر لاصحاب القرار وندعوهم للتغيير في مواقفهم وفي صفوف من حولهم ،الذين يصفقون لهم حتى عندما يرتكبون الاخطاء وحتى عندما يقومون بتجاوز القناعات والثوابت. التغيير هو نحن ومن خلالنا ومع من نحب ونؤيد في السياسة، لتكن جرئتنا في قول الحقيقة ثابتة تحت اي ظرف من الظروف ، ولتكن أعيننا شاخصة على مستقبل اولادنا في وطنهم وليكن ضميرنا هو المعيار في اداءنا وتقيمنا لمن يحكمنا .فبذلك نعيد الطبقة السياسية الى صوابها والى التغير والكف عن الاستهزاء بنا وبعقولنا ومستقبلنا. لا تبحثون عن الحل بعيدا فهو فينا موحدين ،صاديقين، جرئين.أكان في حزبنا او في مجتمعنا او اين ما كنا.
هذا هو الطريق الوحيد للنهوض ووضع الوطن على السكة الصحيحة ….فكما نحن يولى علينا.
منبر اللقاء المعروفي \ بقلم محمد تلحوق