صرخة وجدانية حقوقية وانسانية يطلقها الكاتب والمحلل السياسي رئيس التحرير الاستاذ رشيد حسن عبر موقع اللقاء المعروفي..
فقال
شريعة الغاب
ألوف المواطنين في منطقة الشوف لم يتمكنوا من النوم قبل الساعة الثالثة من صباح هذا اليوم لأن أحد مواقع تنظيم الاعراس قرر دعوة مطرب من الدرجة الثالثة ليلعلع بصوته الخشن لحفلة هزيلة جمهورا ومستوى.. هذا الموقع هو واحد فقط من عدة مواقع احتلت قمم التلال المشرفة على بلدات الشوف وأخذت لنفسها حق تحويل الليل إلى نهار واجتياح غرف النوم وسكينة الناس المتعبين بمعدلات ضجيج لا تحتمل وهي باتت حتما سببا يسرق الليل من أصحابه ويحول فضاء عاما مشتركا لعشرات القرى والوف السكان إلى فضاء خاص تم وضع اليد عليه في ظل حالة هي أقرب إلى شريعة الغاب منها إلى القواعد التي يجب أن تحكم أي مجتمع مدني آمن.
القانون اللبناني يحدد الساعة ١١ مساء باعتبارها الحد الاقصى لحفلات الليل، وهناك على الأرجح بند متعلق بمستوى الضجيج المسموح به بمعيار الدسيبل decibel والذي يجب أن يسمح للساهرين بسماع الموسيقى لكن في محيط السهرة فقط مع فرض قيود شديدة على رفع مستوى الصوت وعدم جعل الحفل مصدر إزعاج للألوف من القاطنين في الجوار والذين لا علاقة لهم بالمناسبة..
هناك الآن أكثر من مشروع جديد لاحتلال القمم من قبل مشاريع مشابهة لما هو قائم وهو ما ينذر بسقوط الشوف واجزاء إضافية من الجبل في نطاق جوقة النشاز الهائلة وانتصار شريعة الغاب على حياة وسكينة المواطنين .
نعيد التأكيد هنا على أن الفضاء ملكية عامة وان فضاء كل قرية هو ملك لاهل القرية ولا يمكن وضع اليد عليه من فرد، فهذا العمل لا يختلف عن اغتصاب المشاعات البلدية كما أنه يعتبر تعديا على الحريات العامة وعلى حق المواطن الاساسي في الراحة بعد يوم عمل والسكينة والنوم.
اننا من هذا الموقع الذي يضم نخبا واعية ونشطاء وشخصيات نقترح عبر الاخ الصديق زياد ابو غنام طرح هذا الموضوع المهم على التشاور والاتفاق على ضرورة التحرك بالتنسيق مع اتحادات البلديات والقيادة السياسية وجمعيات البيئة وهيئات المجتمع المدني بهدف إطلاق مبادرة :
“أعيدوا لنا ليلنا”
ان الموضوع لا يتعلق فقط بحماية البيئة من الهجمات الصوتية على المواطنين بل بحماية الحريات العامة وحقوق المواطن في السكينة وكذلك سمعة منطقة الشوف التي تميزت بتطبيق افضل السياسات البيئية لتطبيق افضل معايير الإدارة البيئية.
رشيد حسن
للبحث صلة