مسؤوليات .. من يتحملها ؟
https://www.facebook.com/aljamaalebanon/photos/a.1747057932224332/2172404873022967/?type=3&theater
http://al-jamaa.org/مواقف1141/مسؤوليات-..-من-يتحملها–?pnm=مسؤوليات .. من يتحملها ؟
مسحة التفاؤل التي برزت الأسبوع الماضي في أجواء تشكيل الحكومة سرعان ما بدّدتها المواقف العالية التي أرادت أن تضع المعايير الخاصة لتشكيل الحكومة في واحدة من صور التعدي والتجاوز على صلاحيات الرئيس المكلف.
فبعد أن تحدث الرئيس المكلف سعد الحريري عن فترة زمنية تتراوح بين أسبوع وعشرة أيام لإعلان ولادة الحكومة، بدّد موقف وزير الخارجية جبران باسيل هذا الجو التفاؤلي، وأكد أن موقفه ما زال على ما هو عليه لناحية توزيع المقاعد الوزارية المسيحيّة، ورفض إعطاء القوات اللبنانية أربعة مقاعد على اعتبار أن المعيار الذي يراه مقبولاً وعادلاً هو ان يكون لكل خمسة نواب وزير واحد. بالطبع القوات رفضت هذا الطرح وتمسكت بمطلبها الحصول على خمسة مقاعد. بكل بساطة يمكن القول إننا عدنا في مسألة تشكيل الحكومة الى المربع الأول، وهو ما جعل الرئيس نبيه بري يصف المشهد عندما سئل عن مساعي تشكيل الحكومة بالقول: مطرحك يا واقف.
محزن حال هذه الطبقة السياسية بكل أصنافها وألوانها , التي ترضى أن تكون الأمور على حالها في مسألة تشكيل الحكومة , فيما الناس تئن تحت وطاة الأزمات الكثيرة والكثيفة، بينما تلك الطبقة تتلهى بمكاسبها وحصصها الوزارية، و هي مستعدة للتضحية بالناس من أجل هذه المكاسب، وليست مستعدة للتضحية بشيء من حصصها من أجل الناس.
لكن الحقيقة المرّة والجارحة هي أن الناس أيضاً تتحمل مسؤولية ما يجري وما وصل البلد اليه , إذ أنها ارتضت الانصياع لهذه الطبقة الحاكمة والمتحكمة، التي تستخدم حقوق الناس للنيل من الناس ذاتهم، فيما المطلوب أن تكون هذه الطبقة في خدمة الناس، لا في خدمة ذاتها أو مصالحها .
في عالم آخر بالقرب منا , في جوارنا ضجت الدنيا الاسبوع الماضي بخبر اختفاء أو إخفاء الصحافي جمال خاشقجي , في ظروف شابها الكثير من اللغط والشك والملابسات. الرجل دخل قنصلية بلاده في اسطنبول , ثم اختفت آثاره وأخباره بعد ذلك. إذا كان الرجل قد اختفى لظروف نجهلها حتى الآن فإن المطلوب من سلطات بلاده وسلطات البلد التي يقيم فيه العمل والتعاون البنّاء والمثمر لكشف ظروف هذا الاختفاء وإنهائه.
وإذا كان الرجل أُخفي بقرار فإن المسألة عندها تكون أصعب، وهي بمثابة اعتداء على كل الجسم الصحفي في العالم. بل تكون المسألة نوعاً من ضرب كل القيم والأعراف والقوانين، وشرعنة لسيادة القوة الهيمنة وشريعة الغاب التي ناضلت أجيال كثيرة للتخلص منها.
المسألة ببساطة تحتاج الى كشف حقيقة الاختفاء أو الإخفاء , ليبنى على الشيء مقتضاه.
المكتب الإعلامي المركزي