*الخيانة العظمى*
بقلم الشيخ دانيل عبد الخالق ، منبر اللقاء المعروفي
بعد نجاح الشعب في بلوغ أول مرحلة من مراحل القضاء على الفساد، علينا أن لا ننسى أن *أي نظام جديد لن ينجح اذا عاد خطابنا من الوطنية الى الفئوية* ، فكل خطاب فئوي سيرد عليه بمثله ونكون قد رجعنا الى الصفر، *وردُّنا على شعار “لبيك يا حسين” لن يكون “لبيك يا عمر”، ولن يكون “فداك يا يسوع”، سيكون فقط “وصلنالك يا حلم يا لبنان”.*
فهل يُعقل أن ننسى بعد طول هذه المعاناة عدَّة النظام السابق المذهبية والطائفية التي أورثنا كل هذا الفساد؟
مضى أمس بمآسيه ولنطالب بمحاسبة المعتدين قانونيا، وليس الثأر بمنشورات عبر التواصل الإجتماعي، اما سياسيا فلنعلم أن *الذين ما زالوا في الضفّة المذهبية هم شركاء لنا لا سبيل لنا الا العيش سويا معهم* ، وتأكدوا انهم عندما يتحققون بأن ثورتنا هي قيامة حقيقية للبنان وليست همروجة عابرة فسيبدؤون بالانتقال التدريجي الى ضفّة الأمان وما فيها من جمال الأفق والتنوع والإنسانية.
ولنعلم دائما *أن كل خطاب مذهبي بعد هذه القيامة أصبح بمثابة الخيانة العظمى للثورة لأنه تعامل مشبوه مع كل أعداء رسالتنا ممن يرفضون التنوع ولا يؤمنون به* ، رسالتنا التي رآها قبلنا وشهد لنا بها البابا يوحنا بولس الثاني عندما قال: لبنان أكثر من وطن، إنه رسالة.
_دانيل عبد الخالق- 30 ت١ 2019_