لا خلاص لنا الا في تعميم الثقافة الإنسانية والرقي في الأخلاق..
الشيخ كامل العريضي عبر منبر اللقاء_المعروفي..
مقالة مميزة بعنوان
حرِّروهم بالفكر.. لا بالتكفير
Www.banimaarouf.news
…
لمتابعة اهم واخر الأخبار
👇👇🇱🇧🇱🇧👇👇
https://chat.whatsapp.com/Dccbbjqi0yu2USLDYtfFdA…
…
المقال :
حرِّروهم بالفكر لا بالتكفير
تحت عنوان الحرية الشخصية تم تعبيد الطريق أمام سلوكيات ومفاهيم وأفكار يندى لها الجبين، وبعضها مخالف للطبيعة البشرية وسنة الحياة. وقد تغيرت المصطلحات حولها لترويجها وسهولة تعميمها، فمثلا عندما يكون الكلام أو التصرف خارج عن أصول القيم والأخلاق والآداب العامة، يسمونه كلاما جريئا أو فعلا جريئا. أي جرأة تلك؟ فالجرأة هي قول الحق في وجه ظالم، أو محاسبة الإنسان نفسه على معاصيه. أما هذه فتدعى وقاحة وقلة أدب وتلبيس الأعمال الشنيعة مصطلحات رنانة وجذابة.
وما هو لافت للنظر أيضا، لجوء البعض للحديث عن قضايا وأمور حساسة جدا على شاشات التلفزة، ويعللون فعلتهم هذه بأنهم يريدون توعية النشء والجيل الجديد حيالها. عذر أقبح من ذنب وكأن الأهل ليس لديهم خبرة في تربية أولادهم ومعرفة الوقت المناسب لشرحها لهم، وإذا كان أحدهم لا يقدر أو لا يمتلك الأسلوب لشرح مثل هذه الأمور، فهناك أصحاب اختصاص نفسي وسلوكي وعلم إرشاد اجتماعي يمكنكم توعية الأولاد عليها بالطرق الأدبية والاخلاقية السليمة من دون خدش حيائهم وبعيدا عن السفاهة والبذاءة المتدنية من قبل “أصحاب الجرأة”.
لا خلاص لنا إلا في تعميم الثقافة الإنسانية والدينية والاخلاقية الصحيحة وتثقيف الشباب بالقيم وتزويدهم بالعلم وزرع الفضائل فيهم، والعمل على إحياء الأصول والعادات الاجتماعية الهادفة (ليس كلها) فنحن أبناء هذا الشرق، ولهذا الشرق منظومة فكرية وأخلاقية مختلفة عن الغرب، ويا ليتنا نقتدي بهم في تعزيز العلم والتكنولوجيا والتقدم الصناعي واحترام القانون ودعم الكفاءات بدلا من التأثر بسلبياتهم ومكامن الخطأ الأخلاقي عندهم. وما ارتفاع نسبة الجريمة والانتحار والإدمان على المخدرات وكل تلك الآفات المدمرة في مجتمعاتهم، إلا دلالة واضحة على الخلل الكبير في سلم القيم عندهم.
وختاما أنصح إخواني رجال الدين والإخوة والأخوات المؤمنين والمؤمنات من الأديان كافة: عندما ترون حدثا أو ظاهرة اجتماعية تعتبرونها خارجة عن مفهومكم الدينيّ أو الإيمانيّ، حذارِ من استعمال صيغة التكفير والتهديد والوعيد ضدها، لأن ذلك يزيد المقتنعين بها تمسكا وتعنتا. وكذلك لا تخاطبوهم من نصوصاتكم الدينية وموروثاتكم العقائدية وكتبكم المقدسة، فذلك لن يجدي نفعا معهم لأنهم لو كانوا يؤمنون بها لما خرجوا عنها وتمردوا عليها.
برأيي المتواضع، الخطاب النافع هو خطاب العقل والمنطق والحجة والبرهان العلمي، والاعتماد على العلوم والقواعد النفسية والاجتماعية والإرشادية والتربوية، هذا فقط قد يفتح أمامهم باب التفكير الجدي بما يفعلون، وهناك كثير ممنْ رجع عن سلوكه وأفكاره تلك بسبب أسلوب الخطاب ونوعه ومضمونه. كما قال تعالى في كتابه العزيز: “ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ”. وقال عز وجل: “فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ، لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ”.
أما من لا يريد الاقتناع أو الرجوع عن تلك الأفعال، فأمره لله كما قال: “وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ”.