لاننا نهتم بالتاريخ بالحضارة بالثقافة .. لان شعارنا مصداقية توحيدية بموضوعية ..
…. منبر اللقاء المعروفي ……
…. خلوات البياضه ….
حاصبيا . لبنان . الارض الطاهرة . خلوات البياضة .
… منبر اللقاء المعروفي يسلط الضوء …
تقع خلوات البياضة في مكان مرتفع يشرف على المنطقة بأسرها من معظم الجهات. فمدينة حاصبيا تترامى على سفوح جبل الشيخ الغربية الشمالية وتغطي منحدرات الجبل ببيوتها العامرة وكأنها بساط كبير مزركش بالألوان يغطي سفوح الجبل أو سلسلة الجبال التي يكون جبل الشيخ محورها. وتبرز في وسط المدينة قلعة الشهابيين التي كانت خلال قرون رمزا للعنفوان والقوة.وقد حكم الشهالبيون المدينة والمنطقة لكن الحكم هذا لم يدم لهم وإنما تنقل إلى أسر أخرى ودول مختلفة وحكومات غير ثابتة.ومقابل القلعة تظهر في الجهة الجنوبية الشرقية خلوات البياضة الروحانية الوادعة التي تمثل السلم والهدوء والدين, وهذه الخلوات لم ولن نكون تابعة لأحد لأنها تابعة فقط لطلابها الذين يرتادونها ويتعلمون فيها وهي والحمد لله لا يطمح بالإستيلاء عليها الولاة والحكام وأصحاب النفوذ, لأنهم لا يستفيدون منها إن استولوا عليها فقوتها في بساطتها وروحانياتها ووداعتها وهدوئها.
هناك على هامة رابية شامخة من الروابي التي تحيط ببلدة حاصبيا جنوباً، هذه الروابي التي كانت مهدا لتحركات أشرف بني البشر والتي قدستها تنقلات الصالحين الأوائل الذين كانوا رسلاً ودعاة خير في شعاب وادي التيم الاشيب الأغر، مهد الدعوة الدرزية ومركز عملية نشر تعاليم التوحيد في لبنان وفي كافة أرجاء المنطقة في مستهل القرن الحادي عشر الميلادي. من بطون الهضاب والوديان ارتفعت ترانيم المصلين وآلاف الداعين وتنهدات المؤمنين وأناشيدهم. كما ارتوى ثرى تراب الأرض بدماء اول شهيد في الدعوة التوحيدية المجيدة. وعلى هذه القمة المباركة السمحاء ذات الزرقة الدائمة والتي يغطي أرضها اللون الأخضر, لون اشجار زيتونها الذي يكتنفها، ومن خلاله لباس الأبرار الأخيار من قاطنيها. وقد قدر الله, سبحانه و تعالى, للسلف الصالح ان تقوده الأقدار الى أفياء تلك الرابية الوادعة, فجعل من كرمه المتواضع ومن كثبان أرضه المقدسة تلك المدرسة الروحية الكبيرة التي اتخذت قاعاتها ومنابرها وهيكلها بين أقراص الصبر وبين أكواز الصنوبر وبين عناقيد العنب، وكأني به مقتفياً أثر سيد اسياد المعلمين افلاطون، الذي جعل من بستانه المسمى (أكاديميا) أولى الجامعات الروحية والعلمية في العالم قاطبة. تشرف الخلوات على جبال الجليل الأعلى شمالي فلسطين وجنوبي حاصبياوتشرف على البحر النتوسط من الغرب كما أنها تراقب جبال لبنان من الشمال وسهل البقاع من الشرق وجبل الشيخ الشامخ الأشم من الشرق الجنوبي, وبذلك نرى أن من اختار هذا الموقع لهذه المهمة كان صاحب فطنة وذكاء وهدف أن يكون على مرأى ومشهد من كافة التجمعات الدرزية في عصره.
Z.N.N
في هذا الكرم النضر المتجدد بدأت في التاريخ عملية تثقيف وتوجيه وتعليم من أقوى وأنجع وأجمل العمليات التربوية في التاريخ، هذه العلوم تخرج لتمتزج مع عطر الايمان من القاطنين في رحاب المؤسسة وبين ظهرانيها من طلاب العلم والمعرفة والإيمان، وهنا وفي هذا الجو الروحاني الهاديء تصغر النفس البشرية أمام عظمة الخالق ورهبته.فينصهر معها الزمان بهيبة المكان ورهبته وعظمته وتتشرئب الأعناق والنفوس نحو السماء لتمجِّد وتعترف وتقر، ان لا شيء أبقى ولا شيء أسمى ولا يوجد ما هو أهم من العمل والبناء في تشييد مداميك الخير وإقامة بيوتات الله, وفي بث روح التفاهم والصفاء بين بني البشر, من هذا المكان المميز الفريد من نوعه ابتدأ الكرم الروحي العلمي يعطي ثماره وابتدأت معه قصة خلوات البياضة.
الخلوات المحيطة بالمجلس الكبير:
خلوة الشيخ الجليل علي وهب صاحب
رساله مولاي بهاء الدين
خلوة الشيخ ابو علي حسين شجاع،
أمام بعض هذه الخلوات أضرحة الصالحين الأتقياء من اصحابها كما تحيط بالبعض منها جنائن صغيرة تحتوي اشجاراً مثمرة كالتين والعنب واللوز والصبير. وبعض قفران النحل بغية العمل الجسدي والتذوق من تعب اليد وعرق الجبين.
Z.N.N
وهذه أسماء تلك الخلوات:
خلوة الشيخ ابو حسين حمد بدوي
خلوة الشيخ ابو علي حسين رعد
خلوة الشيخ ابو قاسم محمد رعد
خلوة الشيخ ابو فارس يوسف رعد
خلوة الشيخ ابو حسن علم الدين ذياب
خلوة الشيخ ابو علي مهنا حسان
خلوة الشيخ ابو يوسف سلمان حسان
خلوة الشيخ ابو سليم اسماعيل خير الدين
خلوة الشيخ ابو فندي جمال الدين شجاع
خلوة الشيخ ابو علي مهنا بدر
خلوة الشيخ ابو قاسم حسين جعفر
خلوة الشيخ ابو حسن ملحم صياغة
خلوة عين جرفا
خلوة عرمون . القديمة .
خلوة الشيخ ابو فارس توفيق الحرفاني
خلوة الشيخ ابو محمد يوسف الحرفاني
خلوة الشيخ ابو علي احمد بدوي
خلوة الشيخ ابو محمد صالح غبار
خلوة الشيخ ابو علي حسين شرف
خلوة الشيخ ابو حسن محمود سابق
خلوة الست نايفة جنبلاط
خلوة الشيخ ابو حسن وهبة العيسمي
خلوة الشيخ ابو حسن اسماعيل ولوم
خلوة الشيخ ابو نايف اسماعيل مرعي (المجدل)
خلوة الشيخ ابو علي محمد شهاب الدين
خلوة الشيخ ابو حسن محمد شميس الحمرا
خلوة الشيخ ابو حسن جبر الحمرا
خلوة الشيخ ابو يوسف حسين الحمرا
خلوة الشيخ ابو فارس علي بدر
خلوة الشيخ يوسف الصفدي
خلوة الشيخ ابو غازي الدقدوق . عرمون الجديدة .
خلوة الشيخ يوسف حسين ابو عواد
خلوة آل ابو ترابي
خلوة آل ابو غيدا
خلوة آل وهب
خلوة آل عماشة
خلوة آل زويهد
خلوة آل ابو دهن
خلوة آل عامر
خلوة آل الحرفوش
خلوة آل ابو سيف
خلوة عاليه
خلوة المتن
خلوة شويا
خلوة الباروك . حديثا 2016
خلوة جبل الدروز
خلوة راشيا
خلوة الجليل
خلوة علي هزيمة
خلوة الصفدية القديمة . خلوة الاخوة في فلسطين .
خلوة اللبنانية . اخر خلوة باتجاه الجنوب.
تتألف خلوات البياضة، من مجلس كبير تحيط به نحو 50 خلوة اقدمها خلوة الشيخ ابو علي حسين شجاع، وتعود ملكيتها اليوم لورثة المرحوم الشيخ ابو حسن وهبة العيسمي. وتاليها في القدم ايضا خلوة الست نايفة جنبلاط ، وهي السيدة الوحيدة التي سمح لها ببناء خلوة في البيّاضة، لكنها لم تُقِم فيها، إنما وقفت مجموعة من العقارات كي تنفق في سبيل الخير، وبعد مماتها دفنت في البيّاضة. هذه الخلوات معظمها على غاية من البساطة في البناء والأثاث، منها ما يتألف من حجرة واحدة او حجرتين ومنها ما هو اكبر من ذلك كخلوات بعض المناطق. وتجدر الاشارة الى ان “الخلوة” هي بيت الصلاة والوحدة الدينية. أمام بعض هذه الخلوات أضرحة الصالحين الأتقياء من اصحابها ، كما تحيط بالبعض منها جنائن صغيرة تحتوي اشجاراً مثمرة كالتين والعنب واللوز والصبير، وبعض قفران النحل بغية العمل الجسدي والتذوق من تعب اليد وعرق الجبين. أما في الباحة الخارجية فيوجد مقعد حجري مستدير كبير تحت سنديانتين جميلتين، هو “مجمع الحكماء القدامى”، وأمام المنسك بئران قديمتان، محيطهما الدائري من الحجارة المنحوتة، ظهرت عليهما آثار سلاسل استخدمت لرفع المياه.
Z.N.N
تاريخ تلك الخلوات :
تاريخ عمره نحو 350 عاماً شُيّد مقام خلوات البيّاضة منذ أكثر من ثلاثة قرون ونصف قرن، أسسها الشيخ سيف الدين شعيب على تلة تقع جنوب غرب حاصبيا في موقع يسمى البيّاضة. ومع مرور الزمن تحوّلت هذه الخلوة إلى مجموعة خلوات اقتداء بالشيخ سيف الدين الناسك. تقتصر الاقامة في هذة الخلوات، على رجال الدين وطلاب العلم والزهد، وعلى الطالب أن ينفق على إقامته من ماله الخاص لا من مال الوقف. ومن الخلوات في البيّاضة ما هو خاص لعائلات، ومنها ما خُصّص للمناطق مثل خلوات جبل العرب في سوريا، وخلوات فلسطين التي شيّدت منذ ما يزيد على 170 سنة، وخلوة جبل لبنان. وقد صدر مرسوم جمهوري يحمل الرقم 9525، ووقعه رئيس الجمهورية في 30 كانون الثاني 2003، بموجبه “يمنع البناء حول خلوات البيّاضة في دائرة قطرها ألف متر، لتبقى هذه المساحة بمثابة حرم خاص بالخلوات”. محطات في تاريخ البيّاضة توالى على خلوات البيّاضة منذ ما يزيد على ثلاثة قرون مشايخ أجلاّء وزهّاد
الهدف من بنائها :
تلك الخلوات التي بُنيت في البداية كخلوة واحدة للشيخ سيف الدين شعيب أحد مشايخ حاصبيا الأجلاّء وذلك قبل أكثر من ثلاثمائة سنة (كما جاء على لسان الشيخ أبو فندي).
وقد كان الهدف من بنائها لكي يتمكن الشيخ سيف الدين رحمه الله من تأدية فرائضه الدينية في عزلة عن الناس.. كما قد اتخذها مدرسة دينية لتثقيف الشبان الدروز وتعليمهم أصول الدين الشريف.. حيث تقاطر إليه آنذاك العديدون .. وقد شاءت الصدف أن يبرز بين هؤلاء الشباب .. شاب تقي ورع نجيب يدعى الشيخ جمال الدين الحمرا من حاصبيا.. ذلك الشيخ الذي أصبح محط الأنظار بعد وفاة الشيخ سيف الدين شعيب رحمه الله.. حيث أخذ يتوافد عليه الشباب الدروز في طلب المعرفة وطريق الحق.. ومنذ ذلك الحين أخذ نجم البياضة يسطع وأصبحت قبلة الدروز أينما كانوا.. وأخذت كل طائفة من الدروز في بناء خلوات خاصة بها لكي يتلقى شبابها التحصيل الديني فيها وليس هنالك أي شرط لقبول أي شخص يرغب الدراسة الدينية سوى أن يكون درزيا مثبوت الأصل متدينا.. كما أن بناء خلوات عديدة في البياضة شجع الكثير من العائلات الدرزية من مختلف أنحاء البلاد للقدوم والسكن في حاصبيا حتى تكون على مقربة من هذا المقر الديني ليتسنى لها تثقيف وتنشئة أبنائها تثقيفا وتنشئة دينية صحيحة.. ويشرف على البياضة عادة وكيل وقف يتم اختياره من قبل مشايخ الدين وظيفته القيام على خدمة الزائرين والحفاظ على نظافة المكان .. ويسكن عادة هناك بالإضافة إلى الشبان الذين يودون التزود بالزاد الروحي والمعرفة الدينية. يعتاش وكيل الوقف من الأرزاق الموقوفة للبياضة وهي كثيرة منها كروم الزيتون وعنب وتين وصنوبر وعدة أجران للنحل.. ويصرف ربع هذه الأوقاف على الزائرين والمحتاجين من يستحقون الصدقة.
كما وأن الخلوات الخاصة التي بُنيت في البياضة لها أوقافها وتقوم بتزويد نفسها وتزويد الشبان الوافدين من قبلها للتحصيل لديني بالمحروقات والأثاث والزاد وغيره.
ومن الجدير بالذكر أن الشبان الذين يدرسون في البياضة يعتمدون في مصروفهم على أنفسهم.. وعادة يكون المصروف قليلا..حيث يعيش هؤلاء الشبان حياة من الزهد والتقشف.. وهي فريضة على كل مؤمن اختار طريق الآخرة.. ولذا فأن مصاريف الشبان قليلة من طبيعتها.
ويبرز من بين خلوات البياضة المركزية التي بناها المرحوم الشيخ سيف الدين شعيب التي كانت عبارة عن خلوة صغيرة إلا أنها مع الزمن تطورت وأضيف عليها في البناء حتى أصبحت خلوة كبيرة وذلك لكي تتسع للجموع الكثيرة التي أخذت تتوافد بكثرة على هذا المقر.
أما الخلوات الصغيرة .. فقد قامت ببنائها قرى معينة أو عائلات معينة أو أفراد معينون… لكي تكون بمثابة مقر للشبان الوافدين من قبلهم لطلب التحصيل الديني
من بين هذه الخلوات تبرز خلوة بيت جن التي قام ببنائها أهالي بيت جن في إسرائيل.. وخلوة يركا التي قام بتمويله بنائها وقف الشيخ محمد معدي.. وهناك خلوة جبل الدروز، التي بنيت باسم أهالي الجبل كله وخلوات عديدة لجبل لبنان، منها خلوة عاليه وخلوة رأس المتن وهناك خلوة الست التي قامت ببنائها المرحومة الست نايفة جنبلاط وقفتها لأهالي جبل لبنان.. وهناك خلوة راشيا الوادي وخلوة لأهالي شويا وخلوة المشايخ من عين قنيا اللبنانية كما وأن هناك خلوات خاصة قام ببنائها بعض العائلات من حاصبيا ويقول الشيخ ابو فندي إن ليس هناك ثمة سبب واضح لاختيار هذا الموقع سوى لكونه منعزل عن الناس يمكن الخص والأشخاص الذين يودون عبادة الخالق من التفرغ للعبادة دون إزعاج . وهذا هو السبب الوحيد الذي دعا الشيخ سيف الدين أن يتخذه مقرا له للعبادة والتأمل الروحي. ومن الجدير بالذكر أن أهالي حاصبيا هم الذين ساعدوا حياة المرحوم الشيخ سيف الدين على بناء خلوته المذكورة .. وتبرعوا له ببعض الملاك ووقفوها على اسمه ومنذ ذلك الحين أخذ المحسنون يتبرعون بالأملاك القريبة للمعبد أو شراء أملاك ووقفها للمعبد حتى أصبحت الخلوات على ما هي عليه اليوم من الأوقاف الكثيرة . أما بشأن الطريق للبياضة فما زالت طريق المشاة وعرة وطريق السيارات شاقة وصعبة.. ولا توجد هناك نية لإصلاح الطريق وتحسينها وذلك لأن تحمل المشاق في الوصول إلى المعبد تزيد حسنات المؤمن على حد قول الشيخ أبو فندي.. كما أن عدم وجود طريق سهلة يبقي البياضة في منعزل عن الناس والسيارات كما هي عليه الآن ويفسح المجال أمام المشايخ والعُبّاد في مزاولة فرائضهم الدينية بهدوء.
كما أن الوافدين لخلوات البياضة يشاهدون في الجهة الجنوبية منها مساحة دائرية مبنية من الحجر ..
بنيت بهذا الشكل ليتسنى للمشايخ أو الدارسين من رؤية بعضهم أثناء الحديث أو المذاكرة.. وتستغل للاجتماعات في الصيفية..
وليس لهذه الساحة الدائرية أي مدلول ديني على حد قول أحد المشايخ الكرام.. انما قيمتها وقدسيتها مرور عشرات المشايخ والاسياد فيها ..
Z.n.n
دمتم في رعاية الله
نتمنى ارسال اي تعليق للتعديل او التصحيح لاي معلومة واردة هنا في المقالة . شكرا .