“نواقض الثورة وشروطها”
بعد سبع عجاف من الثوران الشعبي الهادر، أرجو أن تأتي الأعوام التي فيها يُغاث الناس ويُنصَرون، وحديثي هنا عن النواقض والشروط وأما الأسباب فإنها تجل عن الحصر على تفاوت بين مصر ومصر، والموعِدُ إحدى الحسنيين بإذن الله، وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم:
“النواقض”
النواقض التي تجهض الثورة:
١- القيادة: المطلوب مبدئيا “ثورات بلا قيادات” فالقيادة المبكرة مُربِكة، لأنها تثير الحساسيات التنافسية، مع سهولة الاستهداف بالاحتواء أو الاختراق أو التصفية، البديل: قيادة بالقضية والشعار وليس الأشخاص.
٢- الهيكلة: قوة الثورة في عفوية وبدائية التشكل والاحتشاد، البديل: التدرب على إدارة الحشود “وجدانيا وميدانيا” بحيوية ودينامية وإبداعية.
٣- العسكرة: المقاومة المسلحة تسحب المشروعية القانونية عن الفعل الثوري، واستخدام السلاح الرسمي ضد الشعب الأعزل يسحب بساط الشرعية السياسية عن النظام، البديل: المقاومة السلمية الشاملة والذكية: إداريا وتقنيا وطبيا وإعلاميا وحقوقيا ..
٤- الأدلجة: لا معارك وهمية حول الهوية قبل إسقاط النظام، ولا معارك هوية وشرعية بعد إسقاطه إلا في إطار الانتظام العام.
٥- التجزئة: كل طرح تقسيمي يتناقض مع البراءة والبديهة الثورية، ويشرذم الصف ويخدم الخصم ويغري باستغلال الدول الأجنبية وخاصة دول الجوار الجغرافي وأصحاب المصالح الحيوية، البديل: التأكيد على وحدة الشعب والتراب والمصير.
٦- التبعية: فالاصطفاف الخارجي يرهن الثورة لأجندات الدول ويمزق الصف الداخلي، فالتدويل يطيل الأمد ويقتل الأمل، البديل: تنسيق الانتشار الشعبي في الشتات، وتعزيز المتعاطفين من شعوب العالم لا حكوماته.
٧- التفاوض: كل عملية تفاوض هي محاولة إجهاض للثورة، البديل: الانقضاض السريع وتعرية الخصم وسد قنوات الاتصال المحتملة، مع الحذر من تحول التفاوض إلى قضية خلافية على مستوى المبدأ فضلا عن التفاصيل.
وبعد كل هذه النواقض هناك “شرطان”:
– التوقيت المناسب.
– و “الأهلية الثورية”.
فالشعب الذي لا يستطيع أن يحطِمَ أصنامه وينتزع سلطانه بقواه الذاتية وفي الوقت المناسب، هو شعب غير جدير بأن يحمل رتبة “ثائر” حتى ولو في وجه سلطان “جائر”.
“والله غالب”
بقلم الشيخ احمد عمورة – صيدا