كتب رشيد جنبلاط ..
سلام عليك معلمي…
في ذكرى ميلادك معلمي لا يسعني إلاّ أن أتوجه إليك في عليائك محيّياً: سلام عليك يوم وُلدت ويوم استُشهدت ويوم بُعِثت حيّا… ويوم ستُبعث حيّاً لدى الباري تعالى!
نعم يا معلمي، وُلدتَ في ٦ كانون الأول/ ديسمبر من العام ١٩١٧ واستُشهدت في ١٦ آذار/ مارس من العام ١٩٧٧، أقل من ستين عاما عشت يا كمال جنبلاط بيننا، ولكنك، ما بين ولادتك واستشهادك بُعثت مرتين… وبعد استشهادك ستُبعث بين يدي الخالق عملاً بوعده تعالى في كتابه الكريم:
بسم الله الرحمن الرحيم “وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ” صدق الله العظيم.
نعم، وُلدت عام ١٩١٧، وكنتَ لم تزل حيّاً عندما بُعثت بيننا، وذلك عندما أعلنت مبادئ الحزب التقدمي الإشتراكي في الأول من أيار/ مايو عام ١٩٤٩. بُعثت بيننا فكراً نيّراً لعقول الأفراد، وشعلة نور لهداية الجماهير، وثورة الإنسان لخير المجتمع… فخلدت بهذه المبادئ خلود الإنسانية!
وفي المرة الثانية بُعثت في السابع من آب/ أغسطس من نفس العام ١٩٤٩، عندما أهديتنا نجلك الوليد، فكان خير من أكمل مسيرتك. وهو بامتياز القائد الحكيم، والزعيم العادل، والخصم الشريف، والثائر الدائم، والمثقف العميق، وصاحب النصر الكبير… نصر خالد خلود وجودنا حتى يوم الدين!
نعم يا معلمي، في ذكرى ميلادك، لا يسعني إلا أن أتذكر استشهادك الذي يمثل باكورة حياتك وشهادة خلودك، كما سبقه من استشهد تحت رايتك، وتبعه من استشهد تحت راية نجلك الوليد، وجميعهم من فكرك استقوا قضيتهم ومن حكمة نجلك وصلابته استقوا بأسهم واندفاعهم… فرويتَ وإيّاهم الأرض بدمائكم التي تحولت إلى صخور صوانية تمثل أسس بنيان وجودنا، وأثريتم ضمائرنا باستشهادكم فجعلتموها متخمة بالمبادئ والقيم والقضية!
فشكرا معلمي ليوم ولادتك، ويوم بُعثتَ مرتين، ويوم استُشهدتَ ورفاقك من قبلك ومن بعدك، كي نبقى ونستمر… وكي تبقى وتستمر الإنسانية فينا ليحيا وطن الإنسان!
وكل عام وأنت بخير في عليائك…
رشيد جنبلاط
الكمال معلمي، نور الفكر وميزان العدل وثورة الإنسان
الوليد قائدي، يراع الحق وسيف الكرامة ومارد الشرق
6 كانون الأول/ ديسمبر 2018 منبر اللقاء المعروفي